بسم الله الرحمن الرحيم
السنة هي:
أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، والسنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ولقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم على الأخذ بأمر الرسول والنهل من معينه - صلى الله عليه وسلم -....
أخي الحبيب...
إن موت السنن واندثارها وجهل الناس بها علامة على ظهور البدع وانتشارها، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: (ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن).
وفي هذه الدورة سنتطرق إن شاء الله لبعض السنن المندثرة من سنن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
من السنن المهجورة:
أولاً: التيمن:
تعريفه لغة: جاء في [ مختار الصحاح ] أيمن الرجل ويمن ويامن.. إذا أتى اليمين وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً..
يقال يامن يا فلان بأصحابك، أي خذ بهم يمنة ولا تقل تيامن.
اصطلاحاً: قال ابن الأثير: التيمن: الابتداء في الأفعال باليد اليمنى والرجل اليمنى والجانب الأيمن.
وقال ابن حجر: قال النووي قاعدة الشرع المستمرة استحباب البداءة باليمين في كل ما كان من باب التكريم والتزيين وما كان بضدها استحب التياسر
الآيات الواردة في التيمن:
(يَومَ نَدعُو كُلَّ أُنَاسٍ, بِإِمَامِهِم فَمَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقرَأُونَ كِتَابَهُم وَلا يُظلَمُونَ فَتِيلاً) (الإسراء:71) (وَنَادَينَاهُ مِن جَانِبِ الطٌّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبنَاهُ نَجِيّاً) (مريم:52)
الأحاديث الواردة في التيمن:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال ليكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع) أخرجه البخاري.
وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله - تعالى -: (يَومَ نَدعُو كُلَّ أُنَاسٍ, بِإِمَامِهِم) قال: (يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا، حتى يأتيهم فيقول: ابشروا لكل رجلٍ, منكم مثل هذا). أخرجه الترمذي وقال: (هذا حديث حسن غريب).
المثل التطبيقي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التيمن:
عن عائشة قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: (أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) فلما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي ثم قال: (اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى) قالت فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى. أخرجه البخاري ومسلم.
عن عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها، ثم صب الماء على الأذى الذي به بيمينه وغسل بشماله، حتى إذا فرغ من ذلك صب على رأسه). أخرجه البخاري ومسلم.
عن عائشة قالت: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله).
أخرجه البخاري ومسلم.
فوائد التيمن:
1 - أنه من أدلة الإيمان وحسن الإذعان.
2 - أن فيه القوة والبركة.
3 - أنه من حسن الاتباع.
4 - أنه من شعائر الإسلام.
5 - فيه مخالفة لأهل الشرك، إذ أن شعارهم استعمال الشمال، وكذا مخالفة الشيطان.
6 - فيه مرضاة الرب ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومن السنة التيمن:
1 - عند دخول المسجد: البدء بالرجل اليمنى، وعند الخروج البدء بالرجل اليسرى.
2 - في الوضوء: في غسل اليدين أو الرجلين.
3 - في التنعل.
4 - البدء في الغسل بالشق الأيمن.
5 - استحباب الصلاة عن يمين الإمام وفي ميمنة المسجد عند تساوي الطرفين.
6 - في الأكل والشرب.
7 - أن يعطي الإنسان الإناء – عند شربه منه – من يجلس عن يمينه حتى ولو كان الجالس الذي عن يساره أعلى منزلة، أو أكبر سناً.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد