أيهما أولى رضا الناس أم رب الناس؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اتصلــت تسأل: لقــد خــرج زوجي مــن المنــزل غضبـــاناً فماذا أقــــول لأهلـــي أو للناس إذا ســألوني عن سبب خروج زوجــي؟

 

فتحاورت معها لأعرف خلفية الموضوع فعلمت أنها هي المخطئة في حق زوجها واعترفت هي بذلك وأقرت، وبعد يومين جاءني اتصال آخر من زوج يستشيرني في كيفية التصرف مع زوجته التي تركت بيتها وذهبت إلى بيت أهلها حيث سألني: ماذا أقول لأهلي وأهلها وأنا لا أريد أن أخبرهم بأني ظلمتها وكنت سبباً في خروجها؟

وبعد أسبوع جاءني اتصال من امرأة ارتكبت معصية كبيرة، وهي خيانة زوجها، وقالت: إن زوجها بدأ يشك فيها..فكيف تواجهه؟ وماذا تقول له؟

مثل هذه المواقف يسمعهـا كل قارئ والقاسم المشترك فيها هو- بغض النظر عن طبيعة المشكلة الزوجية وطرق حلها- أن خوف الناس من الناس أكثر من خوفهم من رب الناس، وأن الناس يفكـرون في الناس أكثر من رب الناس، وأن الناس يخططون لكيفية الرد على الناس أكثر من كيفية التعامل مع رب الناس، وهذا يدل على خلل في الإيمان، وذلك على خلاف منهج الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي مكث سنوات عديدة وهو يصلــح علاقــة الناس برب الناس ويعطيها الأولوية، فإذا كانت علاقة الإنسان بربه صحيحة وصادقة سخر الله له الناس وحفظه من شر الناس ومن الوسواس الخناس.

ولهذا فإن من يتأمل القرآن الكريم يجد أن الله - تعالى -ذكر أكثر من مائتي آية عن (الناس) منها {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} بل علمنا الله- تبارك وتعالى -أن نستعيذ {برب الناس} ونلجأ، إليه فهو الهادي وهو الرحيم، فمن أصلح علاقته مع رب الناس كفاه الله من شر الناس.

بل ذكر الله - تعالى -آية صريحة في توجيه المسلم وتربيته وهي {فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} وغيرها من الآيات الكثيرة.

وخلاصة ذلك هي استقامة الإنسان وإصلاح سريرته مع الله، حتى وإن كان يتعامل مع الناس أو مع أهله، فلا بد أن يكـون معيار رضا الله هـو الأساس لا الناس.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply