كانت الجاهلية الأولى على ارتكابها المعصية. وتخبطها في الرذيلةº تمقت الكذب والكاذبين، فالكذب قبل أن يأتي الإسلام لم يكن من شيم الرجال، ولما جاء الدين ثبت هذا المبدأ ورسخه بالقرآن والسنة فقال - عز وجل -: ((إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون))، وقال في موضع آخر: (( يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا ًعند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)).
والكذب صفة ملتصقة بالمنافق كما أشار أبو القاسم - عليه أفضل الصلاة والسلام -: (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب،... الحديث).
فهناك من يكذب ظناً منه أن الكذب منجاة - ولعمري أنه الهلاك المبين -، فكن صادقاً مع الناس، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فلن يقدروا إلى ذلك سبيلاً.
وهناك من يكذب ليضفي على المجلس جواً مرحاً، أو ليقال عنه أنه رجل مرح، ونسي قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له).
وهناك من تمادى وانجر خلف شيطانه وأقدم على الكذب على الله ورسوله - والعياذ بالله -.
وقد امتهن الناس في هذا الزمان الكذب حتى غدا سمة لا تفارقهم سواء في مجالسهم أو حتى فضائياتهم، بل إن بعض القنوات تروج للكذب، وتعطي للكذاب جائزة مثل: (برنامج على محطة mbc عنوانه كذاب).
وأصبح المجتمع يصنف الكذب ويصبغه مرة بالأبيض ومرة بالرمادي، فهذه كذبة بيضاء سبق وكان الفنان المهترئ الجسم والعقل (رابح صقر) من المروجين لمصطلحها في إحدى أغانيه (كذبه بيضاء) - قاتلهم الله -، علماً أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - رخص للزوج أو المقاتل ببعض الكذب المباح، فلم يفهم البعض هذا الجواز، وخلطوا بين المباح والحرام.
ووالله لو علم المسلمون عواقب الكذب لما نطقت به ألسنتهم: ( وهل يكب الناس في جهنم إلا من حصائد ألسنتهم ).
احفـظ لســـــانـك أيهـا الإنسان*** لا يـلـــدغـنـك انـــــه ثـعــبــان
كم في المقابر من قتيل لسانه*** كانت تهاب لقاءها الشجعـان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد