الهجرة إلى الحبشة سنة 5 بعد النبوة لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يصيب أصحابه من البلاء والعذاب، وما هو فيه من العافية بمكانه من الله - عز وجل -، ودفاع أبي طالب عنه وأنه لا يقدر أن يمنعهم، قال: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكًا لا يظلم أحد عنده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه».
وكان اسم النجاشي وقتئذ أصحمة بن أبجر. والنجاشي اسم لكل ملك يلي الحبشة، فخرجوا متسللين سرًا وذلك في شهر رجب سنة خمس من بعد النبوة (سنة 615م)، وكانوا اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، حتى انتهوا إلى الشعيبة فمنهم الراكب والماشي، وأوقف الله للمسلمين ساعة جاءوا سفينتين للتجارة حملوهم فيها إلى أرض الحبشة، وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر حيث ركبوا فلم يدركوا منهم أحدًا، قالوا: قدمنا أرض الحبشة فجاورنا خير جار أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه.
كان عدد المهاجرين قليلاً، ولكن كان لهجرتهم هذه شأن عظيم في تاريخ الإسلام، فإنها كانت برهانًا ساطعًا لأهل مكة على مبلغ إخلاص المسلمين وتفانيهم في احتمال ما يصيبهم من المشقات والخسائر في سبيل تمسكهم بعقيدتهم، وكانت هذه الهجرة مقدمة للهجرة الثانية إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة.
وهذه أسماء المهاجرين والمهاجرات:
عثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو حذيفة بن عتبة ومعه امرأته سهلة،مصعب بن عمير، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، أبو سلمة بن عبد الأسد ومعه أمرأته أم سلمة، عثمان بن مظعون، عبد الله بن مسعود، عامر بن ربيعة ومعه امرأته ليلى، أبو سبرة، حاطب بن عمرو، سهل بن بيضاء. [محمد رسول الله 1/125]
سرية عبد اللَّه بن جحش سنة 1هـ
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عبد الله بن جحش إثر مرجعه من بدر الأولى في شهر رجب، بعثه بثمانية من المهاجرين وهم أبو حذيفة بن عتبة، وعكاشة بن محصن بن أسد بن خزيمة، وعتبة بن غزوان بن مازن بن منصور، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي، وواقد بن عبد اللَّه بن زيد مناة بن تميم، وخالد بن البكير بن سعد بن ليث، وسهيل بن بيضاء بن فهر بن مالك، وكتب له كتابًا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ولا يكره أحدًا من أصحابه، فلما قرأ الكتاب بعد يومين وجد فيه أن تمضي حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشًا وتعلم لنا من أخبارهم، فأخبر أصحابه وقال: حتى ننزل النخلة بين مكة والطائف ومن أحب الشهادة فلينهض ولا أستكره أحدًا فمضوا كلهم وضل لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان في بعض الطريق بعير لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه، ونفر الباقون إلى نخلة فمرت بهم عير لقريش تحمل تجارة فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد اللَّه بن المغيرة وأخوه نوفل والحكم بن كيسان مولاهم وذلك آخر يوم من رجب فتشاور المسلمون وتحرج بعضهم الشهر الحرام، ثم اتفقوا واغتنموا الفرصة فيهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل، وقدموا بالعير والأسيرين وقد أخرجوا الخمس فعزلوه فأنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلهم ذلك في الشهر الحرام فسقط في أيديهم ثم أنزل اللَّه - تعالى -: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيهالآية، إلى قوله: حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوافسري عنهم، وقَبَضَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الخمس، وقسم الغنيمة، وقبل الفداء في الأسيرين، وأسلم الحكم بن كيسان منهما، ورجع سعد وعتبة سالمين إلى المدينة، وهذه أول غنيمة غنمت في الإسلام وأول غنيمة خمست في الإسلام، وقَتلُ عمرو بن الحضرمي هو الذي هيج وقعة بدر الثانية. [تاريخ ابن خلدون 2/424]
تحويل القبلة سنة 2هـ
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي إلى قبلة بيت المقدس ويحب أن يصرف إلى الكعبة وقال لجبريل:
«وددت أن يصرف اللَّه وجهي عن قبلة اليهود». فقال: إنما أنا عبد فادع ربك واسأله، فجعل يقلب وجهه في السماء يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام }[البقرة: 144]، وذلك بعد ستة عشر شهرًا من مقدمه المدينة قبل وقعة بدر بشهرين.
قال محمد بن سعد: أخبرنا هاشم بن القاسم قال: أنبأنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي، قال: ما خالف نبي نبيًا قط في قبلة ولا في سنة إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبل بيت المقدس حين قدم المدينة ستة عشر شهرًا ثم قرأ: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك[الشورى: 13].
وكان لله في جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حكم عظيمة ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين. فأما المسلمون فقالوا: سمعنا وأطعنا وقالوا: آمنا به كل من عند ربنا[آل عمران: 7]، وهم الذين
هدى اللَّه ولم تكن كبيرة عليهم. وأما المشركون فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع إليها إلا لأنه الحق.
وأما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبيا لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء، وأما المنافقون فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًا فقد تركها وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس وكانت كما قال اللَّه - تعالى -: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} [البقرة: 143]، وكانت محنة من اللَّه امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه.
سرية الخبط سنة 8 هـ
سمى البخاري هذه السرية بغزوة «سيف البحر» بكسر السين واشتهرت «بسرية الخبط» بعث رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في شهر رجب سنة ثمان (نوفمبر 629م) أبا عبيدة بن الجراح على رأس ثلاثمائة رجل، وكان فيهم عمر بن الخطاب إلى أرض جهينة ليلقى عيرًا لقريش ولمحاربة حي من جهينة فنفد ما كان معهم من الزاد فأكلوا الخبط وهو ورق السلم وأصابهم جوع شديد. قال أهل السير: ثم أخرج اللَّه لهم دابة من البحر تسمى العنبر وهي سمكة كبيرة فأكلوا منها.
[محمد رسول اللَّه 1/471]
غزوة تبوك سنة 9 هـ
قال محمد بن إسحاق المطلبي: ثم أقام رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ما بين ذي الحجة إلى رجب ثم أمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم.
وقد ذكر لنا الزهري ويزيد بن رومان وعبد اللَّه بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة، وغيرهم من علمائنا، كل حدَّث في غزوة تبوك ما بلغه عنها، وبعض القوم يحدّث ما لا يحدّث بعضٌ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم، وذلك في زمان من عسرة الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد وحين طابت الثمار،
والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها، وأخبر أنه يريد غير الوجه الذي يصمد له إلا ما كان من غزوة تبوك، فإنه بينها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له ليتأهب الناس لذلك أهبته، فأمر الناس بالجهاز وأخبرهم أنه يريد الروم، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك بضع عشرة ليلة لم يجاوزها، ثم انصرف قافلاً إلى المدينة .
لطائف المعارف النبوية
1- نَسَبَ نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم: هو محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نِذار بن مَعد بن عدنان. إلى هنا معلوم الصحة ومتفق عليه بين النسَّابين، ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام -. [البخاري 28، سيرة ابن هشام 1/23، طبقات ابن سعد 1/46، دلائل النبوة للبيهقي 1/179]
2- قابلة النبي - صلى الله عليه وسلم -: هي الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، وهي والدة عبد الرحمن بن عوف، - رضي الله عنه -. [البداية والنهاية 2/246]
3- أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الأبناء سبعة، ثلاثة من الذكور وهم: القاسم، وعبد اللَّه (يُلقب بالطيب، والطاهر)، وإبراهيم.
وأما بناته فهن: زينب، ورقية، وأم كلثوم وفاطمة.
وكل الأولاد والبنات من خديجة - رضي الله عنها - ما عدا إبراهيم فمن مارية بنت شمعون المصرية وكانت من مِلك يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكل أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ماتوا في حياته إلا فاطمة، - رضي الله عنها -، ماتت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر. [زاد المعاد 1/103]
4- مرضعات النبي - صلى الله عليه وسلم -:
ثُويبة مولاة أبي لهب، ثم حليمة السعدية. [صفة الصفوة1/56، 57]
5- حــــــــواضــــــــن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
أمه آمنة بنت وهب، وثُوبية مولاة أبي لهب، وحليمة السعدية، والشيماء بنت حليمة السعدية، وأم أيمن بركة الحبشية. [زاد المعاد جـ1 ص83]
6- إخوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخواته من الرضاعة: حمزة بن عبد المطلب «عم النبي - صلى الله عليه وسلم -»، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وعبد اللَّه بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وجُدامة بنت الحارث «وهي الشيماء»، وهؤلاء الثلاثة الأخيرون هم أولاد حليمة
السعدية، مرضعة النبي - صلى الله عليه وسلم -. [الطبقات الكبرى 1/87، 89]
7- أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم -: أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد عشر رجلاً، وهم:
الحارث، والزبير، وأبو طالب «اسمه عبد مناف»، وعبد الكعبة، وحمزة، والمقُوِّم، وحَجلٌ «اسمه المغيـــرة»، وضــــرار وقُثَم، وأبـــو لهب «واسمه: عبد العُزى»
والغَيداق «اسمه مصعب»، لم يُسلم منهم إلا حمزة والعباس، -رضي اللَّه عنهما-. [الطبقات لابن سعد 1/74، 75]
8- عمات النبي - صلى الله عليه وسلم -: عمات النبي - صلى الله عليه وسلم - ست وهن: أميمة، وأم حكيم، وبَرَّة، وعاتكة، وصفية، وأروى. [سيرة ابن هشام 1/169]
9- خاتم النبوة - صلى الله عليه وسلم -: خاتم النبوة هو قطعة لحم بارزة مثل بيضة الحمام كانت في ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم – وبين كتفيه. [مسلم 11]
10- زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم- إحدى عشر امرأة دخل بهن وهن بالترتيب كما يلي:
1- خديجة بنت خويلد 2-سـودة بنت زمعة 3- عائشة بنت أبي بكر الصديق 4- حفصة بنت عمر بن الخطاب 5- زينب بنت خزيمة 6- أم سلمة: هند بنت أميـــة المخزوميــة 7- زينب بنت جحش 8- جويرة بنت الحارث المصطلقية 9- أم حبيبة: رَملة بنت أبي سفيان بن حرب 10- صفية بنت حُيي بن أخطب 11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية. [زاد المعاد 1/105، 114]
مات في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - زوجتان هما خديجة بنت خويلد، وزينب بنت خزيمة - رضي اللَّه عنهن جميعًا-.
11- ملك يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -:
كان للنبي - صلى الله عليه وسلم- أربع من ملك يمين «امرأة تُباع وتُشتري» وهن: مارية بنت شمعون المصرية وهي التي بعث بها المقوقس، حاكم مصر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة بنت زيد، وجارية أصابها في الحرب، وجارية وهبتها له زوجه زينب بنت جحش. [صفة الصفوة 1/147]
12- أول ما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم- من القرآن: قول اللَّه - تعالى -: {اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم } [العلق: 1 - 5].
13- آخر ما نزل من القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم-: قوله - تعالى -: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}[البقرة: 281].
[السنن الكبرى للنسائي 6/307 حديث 11057]
14- صلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مأمومًا: صلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مأمومًا مرتين: خلف أبي بكر الصديق، وخلف عبد الرحمن بن عوف، - رضي الله عنهما -. [مسند أحمد 3/18182]
15-أول من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -: أول من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الرجال: أبو بكر الصديق، ومن النساء: خديجة بنت خويلد، ومن الصبيان: علي بن أبي طالب، ومن الموالي: زيد بن حارثة، ومن العبيد: بلال بن رباح. [تفسير القرطبي 8/219]
16- أول صلاة مفروضة صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم -: هي صلاة الظهر. [تفسير القرطبي 3/207، 9/281]
17- خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفضة، وكان مكتوبًا عليه: محمد رسول اللَّه: محمدٌ: سطرٌ، ورسولُ: سطرٌ، والله: سطرٌ. [البخاري حديث 5875، 5878]
18- شُعراء النبي - صلى الله عليه وسلم -:
كعب بن مالك، وعبد اللَّه بن رواحة، وحسان بن ثابت. [زاد المعاد 1/128]
19- خُدَّام النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنس بن مالك، وكان على حوائجه، وعبد اللَّه بن مسعود، صاحب نَعله وسواكه، وعقبة بن عامر الجهني، صاحب بغلته يقود به في الأسفار، وأُسلع بن شريك وكان صاحب راحلته، وبلال بن رباح، وسعد، مَوليا أبي بكر الصديق، وأبو ذر الغفاري، وأيمن بن عُبيد، وكان على مَطهرته وحاجته. [زاد المعاد 1/116، 117]
20- منبر النبي - صلى الله عليه وسلم-: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - منبر من الخشب له ثلاث درجات يخطب عليه في الجمعة وغيرها.[صحيح الترغيب للألباني 1679]
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد