انشقاق القمر
طلب المشركون من رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، أن يأتيهم بآية أو دليل على صدق دعوته، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة فطلبوا منه أن يشق القمر فرقتين، فأعطاه الله - تعالى -هذه المعجزة، التي تعتبر من أعظم المعجزات الحسية، وعندما رأى المشركون المعاندون هذه الآية العظيمة قالوا: لقد سحركم ابن أبي كبشة {1}. وقد ذكر الله - تعالى -هذه المعجزة في كتابه العزيز إذ قال \" اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولون سحر مستمر \"
وقد روى قصة انشقاق القمر، عدد من الصحابة الكرام منهم: عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود، فعن ابن مسعود قال: \" انشق القمر على عهد رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - شقتين حتى نظروا إليه فقال رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -: اشهدوا…
تكثير الماء
كانت مكة المكرمة، كما هو معروف، أرضا جدباء لا ماء فيها ولا زرع، ولهذا كان رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه، يفقدون الماء في كثير من الأوقات. فقد حدث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، أن رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، خرج ذات يوم لبعض مخارجه معه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة {3} فلم يجد القوم ما يتوضئون به فقالوا: يا رسول الله، ما نجد ما نتوضأ به، ورأى في وجوه أصحابه كراهية لذلك، فانطلق رجل من القوم، فجاء بقدح من ماء يسير، فأخذ نبي الله، فنوضأ منه. ثم مد أصابعه الأربع على القدح، ثم قال: هلموا {4} فتوضؤا، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء.
تكثير الطعام
ومما يروى في ذلك، أن أبا هريرة كان يقول: والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله - عز وجل -، ما سألته إلا ليستتبعني {5} فلم يفعل، فمر عمر - رضي الله عنه - فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل، فمر أبو القاسم، - صلى الله عليه وآله وسلم - فعرف ما في وجهي، وما في نفسي فقال: أبا هريرة، قلت له: لبيك يا رسول الله. فقال: الحق استأذنت فأذن لي، فوجدت لبنا {6} في القدح، قال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لنا فلان، قال: أبا هريرة {7}: قلت: لبيك يا رسول الله، قال: انطلق إلى أهل الصفة، فادعهم لي، قال أبو هريرة: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لم يأووا إلى أهل ولا مال {8}، إذا جاءت رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، هدية أصاب منها، وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها. ويتابع أبو هريرة - رضي الله عنه - حديثه فيقول: وأحزنني ذلك {9}، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنا الرسول {10} فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم وقال ك ما يبقي لي من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، فأخذوا مجالسهم من البيت، ثم قال: أبا هر {11} خذ فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي، ثم يرد القدح حتى أتيت على أخرهم، ودفعت إلى رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة {12}، ثم رفع رأسه ونظر إلي وتبسم وقال: أبا هر، فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت، فقلت: صدقت يا رسول الله، قال: فاقعد فاشرب، فقعد أبو هريرة فشرب، ثم قال: اشرب، فشرب أبو هريرة فما زال يقول لي: اشرب فأشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا، قال: ناولني القدح، فرددت إليه القدح، فشرب من الفضلة.
انقياد الشجر
يحدثنا جابر بن عبد الله، - رضي الله عنه - فيقول: سرنا مع النبي، - صلى الله عليه وآله وسلم -، حتى نزلنا واديا أفيح {13}، فذهب رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - يقضي حاجته فاتبعته بإداوة {14} من ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به، وإذا شجرتان بأسفل الوادي فانطلق إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، وقال: \" انقادي علي بإذن الله \"، فانقادت معه...حتى أتي الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها، وقال: انقادي علي بإذن الله، فانقادت معه، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما، قال التئما علي بإذن الله فالتأمتا.... وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنا مع رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - في سفر، فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله: أين تريد؟ قال: إلى أهلي، قال: هل لك إلى خير؟ قال: ما هو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، قال: هل من شاهد على ما أقول؟ قال: هذه الشجرة، فدعاها رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهي على شاطئ الوادي، فأقبلت تخذ {15} الأرض خدا، فقامت بين يديه، فاستشهادها ثلاثا، فشهدت أنه كما قال، ثم إنها رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن يتبعوني أتيتك بهم ن وإلا رجعت إليك وكنت معك.
حنين الجذع
كان النبي، - صلى الله عليه وآله وسلم -، قبل صنع المنبر الشريف، يخطب قائما، معتمدا على جذع نخل، فإذا طال وقوفه، - صلى الله عليه وآله وسلم -، أو شعر بتعب، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع. فلما كثر عدد المصلين وضاق المسجد بأهله، كان كثير من الناس، لا يرون رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، وخاصة من كان يجلس في آخر المسجد، إضافة إلى تقدم العمر برسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، فأشفق عليه الصحابة، فاقترحوا عليه أن يصنعوا له منبرا، فصنعوه، فلما كان يوم الجمعة، خرج رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، يريد المنبر، ليخطب عليه، فلما تجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده، صرخ الجذع صرخا شديدا، شوقا وحنينا إلى رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، فنزل رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - عن المنبر، فوضع يده الشريفة على الجذع ومسحه، فهدأ الجذع، ثم خيره رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، بين أن يكون شجرة في الجنة، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا ن فاختار الجذع أن يكون شجرة في الجنة، ثم قال عليه وآله الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لو لم التزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة.
استجابة جبل أحد
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، واهتز الجبل، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -: هدأ، فما عليك إى نبي أو صديق أو شهيد
إخبار الشاة المسمومة
لما انتهت غزوة خيبر، وانتصر رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - على اليهود، ودخل حصونهم، وغنم غنائمهم، تقدمت اليهود وسألت عن أحب الأعضاء إلى رسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم - من الشاة، فلما أخبرت بذلك، عمدت إلى الشاة فذبحتها ثم طبختها وسمتها وزادت السم في الذراع، وقدمتها لرسول الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلما جلس ومعه بعض أصحابه، وهم بأن يأكل من الذراع، أخبرته الذراع بأنها مسمومة، وإن الشاة كلها مسمومة، فقال لأصحابه: ارفعوا أيديكم، ثم دعا اليهودية فسألها عن فعلتها. فقالت: أردت الوثوق منك، فإن كنت نبيا أخبرتك الشاة، وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك، ثم قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.. وهناك عزيزي القارئ معجزات أخرى كثيرة، أردنا فقط أن نضرب لك مثلا لتكون على علم بما منح الله - عز وجل - رسوله محمدا بن عبد الله، - صلى الله عليه وآله وسلم -، من معجزات دالة على صدق نبوته ورسالته.
تم بحمد الله
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد