4 ربيع الآخر 297 هـ ـ 24/12/909م:
كانت الفرقة الإسماعيلية الباطنية الشيعية أنشط فرق الشيعة في بث الدعوة والتحضير لقيام خلافة علوية ينتشرون من خلالها إلى العالم الإسلامي كله بعقائدهم ومبادئهم الباطنية، وفي منتصف القرن الثالث الهجري كان لإمام الدعوة أربعة دعاة: اثنان بالمغرب هما: الحلواني وأبو سفيان، واثنان باليمن: ابن حوشب وأبو عبد الله الشيعي، وكان أبو عبد الله الشيعي هو أهمهم جميعاً، بل هو المؤسس الحقيقي والفعلي للدولة الفاطمية، كما كان أبو مسلم الخراساني هو مؤسس الدولة العباسية، وكلاهما انتهى نفس النهاية، ولاقى نفس المصيرº ألا وهو القتل على يد سيده.
بعد وفاة دعاة المغرب الحلواني وأبي سفيانº أرسل الإمام المهدي لأبي عبد الله الشيعي لكي يذهب إلى بلاد المغرب، ويبدأ مرحلة جديدة هناك وهي مرحلة العمل المسلح، والجهر بالدعوة، فخرج أبو عبد الله من اليمن إلى مكة في موسم الحج، وهناك تعرف على حجاج قبيلة كتافة البربرية، وتقرب إليهم، وتظاهر بالزهد والورع، فأعجبوا به وأحبوه، ووثقوا فيه وصحبهم في رحلة العودة، ودخل المغرب سنة 288هـ، وظل بها حتى سنة 291هـ يجمع قبائل البربر، ويبث فيهم الدعوة، ويدعوهم لمبايعة الإمام المهدي ونصرة آل البيت، ولما كثر أتباعهº بدأ مرحلة العمل المسلح، ودخل في حرب طويلة امتدت من سنة 291هـ حتى سنة 297هـ استطاع خلالها فتح المدن، وأسقط عدة دول قائمة مثل دولة بني مدرار في سجلمانة، ودولة بني رستم في تاهرت، ودولة الأغالبة القوية في تونس، وكان المهدي قد جاء من محل إقامته بسلمية بالشام، ودخل المغرب، والتقى مع أبي عبد الله الشيعي الذي وطأ له بلاد المغرب كلها، ودخل الرجلان مدينة «رقادة» في 4 ربيع الآخر سنة 297هـ ومن على منبرها أعلن قيام دولة الخلافة الفاطمية، وإنهاء دولة الأغالبة للأبد، وتلقب من يومها بأمير المؤمنين عبيد الله المهدي([1]).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد