زواجه الأول


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أرسلت خديجة، - رضي الله عنها -، نفيسة بنت منية، إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، تعرض عليه الزواج منها، وترغبه فيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لنفيسة: \"ما بيدي ما أتزوج به\" قالت نفيسة: فإن كفيت ذلك، ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة، ألا تجيب؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: فمن هي؟ قالت نفيسة: خديجة بنت خويلد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: وأنا أفعل، وكانت خديجة، رضي الله عنها، امرأة حازمة وعاقلة جلدة {1} شريفة غنية جميلة، ومن أوسط قريش نسبا، وأعظمهم شرفاً وكل رجل من قريش كان حريصاً على خطبتها لو أن له قدرة على ذلك، وكانت - رضي الله عنها -، تدعى في الجاهلية بالطاهرة وبسيدة قريش، وقد خطبت من قبل أشراف قريش وزعمائها، فلم تقبل أحداً منهم وكانت إذ ذاك تبلغ من العمر أربعين عاماً، ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في ريعان الشباب، وأوج الفتوة إذ كان يبلغ آنذاك خمسا وعشرين عاما نقل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، رغبته في الزواج من خديجة، - رضي اله عنها - إلى أعمامه، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب، وأبو طالب، ودخلوا على عمها: عمرو بن أسد: هو الفحل الذي لا يجدع {2} أنفه، وبذل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، اثنتي عشرة أوقية ونصفا من الذهب صداقا لها، ونح جزورين {3}، وأطعم الناس، وفرحت خديجة - رضي الله عنها -، وأمرت جواريها أن يرقصن ويضربن بالدفوف، كما فرح أبو طالب وقال: الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب {4} ودفع عنا الغموم وكانت وليمة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، أول وليمة أولمها، وبعد زواجه، لم يسافر في رحلة للتجارة، بل أقام في مكة إلى أن هاجر إلى المدينة…

 

أولاده - صلى الله عليه وآله وسلم -:

 أنجبت خديجة - رضي الله عنها - ستة أولاد، ذكران وهما: القاسم وبه كان يكنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وعبد الله، الذي كان يلقب بالطاهر والطيب، وقد ماتا قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

 

وأما الإناث فهن: زينب: التي تزوجت ابن خالتها: أبي العاص ابن الربيع، والذي أعلن إسلامه بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى المدينة المنورة..

 

ورقية: والتي تزوجت عتبة بن أبي لهب، والذي ما لبث أن طلقها، إثر مبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم تزوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه -..

 

وأم كلثوم: والتي تزوجها: عتيبة بن أبي لهب والذي طلقها، بعد مبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم تزوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بعد موت أختها رقية..

 

وفاطمة الزهراء: صغرى بنات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والتي تزوجت من أحب فتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -

 

وأما إبراهيم فهو من زوجته السرية: مارية القبطية، التي أهداها إليه - صلى الله عليه وآله وسلم -، المقوقس، ملك القبط في مصر ثم توفي إبراهيم قبل أن يبلغ العامين…

 

----------------------------------------

 1- جلدة: صبورة

2- يجدع: يقطع

3- الجزور: ما يصلح للذبح من الأبل

4- الكرب: الهم والحزن

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply