وفاة السيدة خديجة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

وفاة السيدة خديجة وبيان أولاده - صلى الله عليه وسلم - منها وبقية أزواجه

في الشهر الذي توفي فيه أبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - توفيت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بثلاث سنين وقد حزن عليها حزناً شديداً لأنها كانت من أكبر أعوانه وأرق الناس له، ولم يتزوج عليها غيرها حتى توفاها الله - تعالى - إلى رحمته، وكان كثيراً ما يذكرها بعد وفاتها ويترحم عليها.

وقد جاء منها بأولاده كلهم (ما عدا إبراهيم)، فأولهم القاسم، وقد توفي وهو صغير، وقيل أنه عاش حتى ركب الدواب. وبه كان يكنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وتليه زينب، التي تزوجت قبل البعثة بالعاص بن الربيع، وأعقب منها أمامة التي تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء - رضي الله عنها -.

ثم رقية، التي تزوجها سيدنا عثمان بن عفان قبل هجرته إلى الحبشة وهاجر بها، ثم تزوج بعد وفاتها بأختها السيدة أم كلثوم بالمدينة.

 ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، و قد تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب وولدت منه سيدنا الحسن وسيدنا الحسين -رضي الله عنهما-. ثم عبد الله (الملقب بالطيب وبالطاهر)، وقد توفي صغيراً وكانت ولادته بعد البعثة.

 ولم يعش بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أولاده إلا السيدة فاطمة فإنها عاشت بعده ستة أشهر.

 وبعد وفاة السيدة خديجة تزوج - صلى الله عليه وسلم - بالسيدة سودة بنت زمعة العامرية القرشية في السنة العاشرة من البعثة وقد كانت من السابقين إلى الإيمان وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة في المرة الثانية، وعقب رجوعه منها توفي عنها فتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي التي وهبت يومها لعائشة.

 ثم تزوج بالسيدة عائشة بنت سيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، وهي بكر صغير بين السادسة والسابعة من عمرها، وبني بها وهي بنت تسع سنين، وكانت أحب نسائه إليه، وكانت أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق، وكان أكابر الصحابة يرجعون إلى قولها ويستفتونها، وما نزل الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في فراش امرأة غيرها.

 ثم تزوج بالسيدة حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب، ثم تزوج بالسيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية وتوفيت بعد بنائه بها بشهرين، ثم تزوج بالسيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية.

 ثم تزوج بالسيدة زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة، وهي ابنة عمته أميمة.

 ثم تزوج بالسيدة جويرية بنت الحارث من بني المصطلق، وكانت من سبايا بني المصطلق فتزوجها - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أعتقها ليقتدي به المسلمون، فأعتقوا من كان بأيديهم من نساء بني المصطلق إكراماً لمصاهرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لهم، فأسلم بنو المصطلق جميعا فكانت جويرية أيمن امرأة على قومها.

 ثم تزوج بالسيدة أم حبيبة، وتسمى هند أو رملة، بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشي الأموي، ثم تزوج بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير، ثم بالسيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية وهي آخر من تزوج بهن، وكانت قبله - صلى الله عليه وسلم - تحت عمه سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وهي خالة عبد الله بن عباس، وقد تزوجها بمكة في عمرة القضاء سنة سبع من الهجرة ولم يدخل بها إلا بعد أن تحلل من عمرته..

 وقد توفي - صلى الله عليه وسلم - عن تسع من نسائه: عائشة و حفصة و زينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية (وأول من توفي بعده منهن زينب بنت جحش وآخرهن أم سلمة).

 وقد تسرى - صلى الله عليه وسلم - بأربع إماء: منهن مارية القبطية وهي أم ولده (إبراهيم) الذي توفي طفلاً قبل الفطام، وكانت وفاته في السنة العاشرة من الهجرة.

 

 وكان أعمامه - صلى الله عليه وسلم - أحد عشر، لم يُسلم منهم سوى سيدنا حمزة وسيدنا العباس وهو أصغرهم، ولم يكن منهم شقيق لوالد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوى أبي طالب والزبير.

 وعماته ست، لم يُسلم منهن سوى السيدة صفية والدة سيدنا الزبير بن العوام.

 وكان له - صلى الله عليه وسلم - موال كثيرون ذكور وإناث، أعتق أكثرهم، منهم: زيد بن حارثة أعتقه وزوّجه مولاته أم أيمن فولدت سيدنا أسامة بن زيد.

 وقد تشرف بخدمته - صلى الله عليه وسلم - كثيرون، منهم أنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وبلال بن رباح، وأبو ذر الغفاري.

 وكان من كتابـه - صلى الله عليه وسلم - سادتنا: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، والزبير بن العوام، وعمرو بن العاص، وكثير غيرهم كانوا يكتبون الوحي والعهود وكتبه - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والأمراء.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply