ملحمة بئر معونة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 قدم أبو براء عامر بن مالك المشهور بملاعب الأسنة علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلب منه أن يبعث رجلا من أصحابه إلى أهل نجد ليدعوهم للإسلام فقال له الرسول \" إني أخشى عليهم أهل نجد \" فقال أبو براء أنا لهم جار فأبعثهم فليدعو الناس إلى أمرك

فبعث رسول الله معه سبعين رجلا من القراء فساروا حتى نزلوا بئر معونة من مياه بني سليم شرقي المدينة

فلما نزلوها بعثوا رسولا منهم بكتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إلى عامر بن الطفل من بني عامر فلما أتاه لم ينظر في كتابه بل عدا على الرجل فقتله واستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية، ورعل، وذكران، فغشوا القوم و أحاطوا بهم فقتلوهم جميعاً إلا اثنان هما كعب بن زيد الأنصاري فإنهم تركوه وبه رمق فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيداً

 

وكذلك عمرو بن أمية الضمري كان في رحال المسلمين فنجا من الموت وفي طريق عودته إلى المدينة لقي اثنين من بني عامر فاغتالهما في نومهما وهو يرى أنه قد أصاب من ثأر أصحابه وإذا معهما عهد من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لم يعلم به عمرو فلما وصل المدينة أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما حدث فبادر النبي إلى دفع ديتهما عملا بقوانين العرب

 

وكان وصول خبر هذه الكارثة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - و المسلمين حتى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - ظل يدعو علي الغادرين بعد كل صلاة شهر كاملاً

 

ولقد وجد أهل المدينة من المنافقين واليهود فيما أصاب المسلمين الرجيع وبئر معونة ما أعاد إلى ذاكرتهم انتصار قريش في غزوة أحد وما أنساهم نصر المسلمين علي بني أسد فأضعفت هذه الملاحم المتتابعة من هيبة محمد – صلى الله عليه وسلم - و أصحابه في قلوبهم، وكان لابد من عمل يعيد إلى قلوب هؤلاء الأعداء هيبة الرسول – صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويذكرهم بقوة المسلمين ويجدد أمجاد بدر وذكرياتها الغالية

فشاء الله- تبارك وتعالى - أن يكون إجلاء يهود بني النضير وتخلص المسلمين منهم ومن شرورهم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply