أول من أسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

كان أول من سطع عليه نور الإسلام من مبدأ الدعوة إليه خديجة بنت خويلد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأسبقية إسلام السيدة خديجة على الجميع تكاد تكون بالاتفاق، والمشهور أن سيدنا أبا بكر الصديق أسبق الرجال إسلاما، وأن على بن أبي طالب أول الصبيان إسلاما، وأن زيد بن حارثة أول الموالي إسلاما.

 ثم أسلم ابن عمه على بن أبي طالب وعمره إذ ذاك عشر سنينº وكان مقيما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا حضرت الصلاة خرج به النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى شعاب مكة مختفيين فيصليان ويعودان كذلك، وقد اطلع عليهمـا أبو طالب وهما يصليان مرة، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا ابن أخي، ما هذا الدين الذي أراك تدين به. قال: أي عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيمº بعثني الله به رسولا إلى العباد، وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودَعَوته إلى الهدى، وأحق من أجابني وأعانني عليه. فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي. ولكنه مع ذلك أقر ولده عليًّا على اتباع هذا الدين ووعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن ينصره ويدفع عنه السوء.

 

 وقد أسلم بعد ذلك زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي تبناه بعد أن أعتقه وزوجه أم أيمن حاضنته - صلى الله عليه وسلم -، وقد كانت من السابقين إلى الإسلام.

 

 وأبو بكر الصديق- رضى الله عنه- وكان صديقاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة يعرف صدقه، فعندما أخبره برسالة الله أسرع بالتصديق، وقال: بأبي أنت وأمي أهل الصدق أنت، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حقه: ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر. وكان- رضي الله عنه- عظيما في قومه يثقون برأيه، فدعا إلى الإسلام من توسم فيهم الإجابة، فأجابه عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأتى بهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا. ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وسعيد بن زيد العدوي، وأبو سلمة المخزومي، وخالد ابن سعيد بن العاص، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبيد الله، والأرقم بن الأرقم. وكل هؤلاء من بطون قريش.

 

 ومن غيرهم صهيب الرومي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفارى،

وعبد الله بن مسعود وغيرهم.

 وقد استمرت هذه الدعوة السرية ثلاث سنين، أسلم فيها جماعة لهم شأن في قريش وتبعهم غيرهم، حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فجاء وقت الجهر بالدعوة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply