حرب الفجار


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اندلعت هذه الحرب بين قريش ومن معهم من كنانة وبين هوازن وسببها أن عروة الرحّال بن عتبة بن هوازن أجار لطيمة للنعمان بن المنذر إلى سوق عكاظ

فقال البرّاض بن قيس بن كنانة: أتجيرها على كنانة؟

قال: نعم، وعلى الخلق، فخرج بها عروة، وخرج البراض يطلب غفلته حتى قتله، وعلمت بذلك كنانة فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم، ثم بلغهم الخبر، فأتبعوهم، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم، فاقتتلوا حتى جاء الليل ودخلوا الحرم، فأمسكت عنهم هوازن، ثم التقوا بعد هذا اليوم أيامًا، وعاونت قريش كنانة وشهد محمد - صلى الله عليه وسلم - بعض أيامهم، أخرجه أعمامه معهم.

 

وسميت يوم الفجار بسبب ما استحل فيه من حرمات مكة التي كانت مقدسة عند العرب. وقد قال - صلى الله عليه وسلم - عن تلك الحرب: «كنت أنبل على أعمامي» أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها.

 

وكان - صلى الله عليه وسلم - حينئذ ابن أربع عشرة أو خمس عشرة سنة، وقيل ابن عشرين، ويرجح الأول أنه كان يجمع النبال ويناولها لأعمامه، مما يدل على حداثة سنه.

 

وبذلك اكتسب الجرأة والشجاعة والإقدام، وتمرن على القتال منذ ريعان شبابه، وهكذا انتهت هذه الحرب التي كانت كثيرًا ما تشبه حروب العرب، حتى ألف الله بين قلوبهم، وأزاح عنهم هذه الضلالات بانتشار نور الإسلام بينهم .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply