قصة أبى بصير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ولما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة جاءه رجل من قريش إسمه أبو بصير عتبة بن أسيد وكان ممن حبس بمكة فهاجر إلى المدينة يبغى المقام فيها مع المسلمين فأرسل أهل مكة فى طلبه رجلين من رجالهما يرجعان به كما يقضى بذلك صلح الحديبية فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  له يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا فى ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ولمن معك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا فانطلق إلى قومك

 

وحزن أبو بصير وقال: يا رسول الله أتردني إلى المشركين ليفتنونني في ديني؟ فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -  يا أبا بصير إنطلق فإن الله - تعالى - سيجعل لك من المستضعفين فرجا ومخرجاً

 

فانطلق معهما حتى إذا كان بذي الحليفة إستطاع أن يفلت من هذا الأسر بعد أن قتل إحدى حارسيه وعاد إلى المدينة وقال أبو بصير: يا رسول الله وفت ذمتك وأدى الله عنك أسلمتني بيد القوم وقد إمتنعت بديني أن أفتن فيه أو يعبث بي فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال

 

ثم خرج أبو بصير حتى نزل \" العيص\" من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش التي كانوا يسيرون عليها أثناء ذهابهم إلى الشام وبلغ المسلمين الذين كانوا مستضعفين بمكة قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبى بصير \" ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال \" فتلاحقوا بأبي بصير \" بالعيص \" فاجتمع إليه منهم قريب من سبعين رجلا فيهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو، وجعلوا مهمتهم التضييق على قريش لا يظفرون بأحد منهم إلا قتلوه ولا يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوها حتى أرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده بالله والرحم أن يؤوي من أتاه منهم فلا حاجة لها بهم

 

فأرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقدموا عليه المدينة ولم يعد أبو بصير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أن الإذن بالمقام معه جاءه وهو يحتضر فدفنه أبو جندل وهكذا تحقق الفرج القريب لهؤلاء المستضعفين فكان وعد النبى - صلى الله عليه وسلم - لهم صدقا وحقاً ونزلت قريش عن الشرط الذي أملته تعنتا وقبله المسلمون كارهين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply