الدعوة إلى الإسلام خارج الجزيرة العربية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد هيأ صلح الحديبية للمسلمين فرصة إيصال الدعوة الإسلامية إلى خارج جزيرة العرب، فقد وجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -  أن الظروف قد أصبحت مواتية لان يقوم بهذه المهمة التي كلفة الله بها بعد أن مكث هذه السنوات يدعو عرب الجزيرة إلى الإسلام وقطع فى هذا المضمار شوطا لا بأس به

 

ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -  يعلم تمام العلم بأن رسالته عامة وليست خاصة بأمة العرب وأن الإسلام هو دين البشرية كلها وابلاغه إلى بنى البشر مسئولية المسلمين الذين شرفهم الله بهذه الامانة ليقوموا بتبعاتها والاضطلاع بمسئولياتها قال - تعالى -: {وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يَعلَمُونَ}-سبأ الآية 28 وقال أيضا: {وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا رَحمَةً لِّلعَالَمِينَ}-الانبياء الآية 107

 

ذكر ابن هشام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحاب ذات يوم بعد عمرته التي صد عنها يوم الحديبية فقال أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة وكافة فأدوا عنى يرحمكم الله ولا تختلفوا على كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم قالوا وكيف يا رسول الله كان اختلافهم؟ قال دعاهم لمثل ما دعوتكم له فأمر من بعثه مبعثا قريبا فرضى وسلم وأما من بعثه مبعثا بعيداً فكره وجهه وتثاقل قال فبعث رسول الله رسلا من أصحابه وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام

 

وقد اهتم الرسول - صلى الله عليه وسلم - اهتماما كبيرا بهذه المهمة فأختار لكل واحد منهم رسولا من بين أصحاب الذين ترددوا على هذه الاقطار وتعرفوا لغتها وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم -  قد إتخذ لنفسه خاتما من فضة نقش عليه محمد رسول الله فختم الكتب وأعطاها لهؤلاء المبعوثين

 

وقد بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل ملك الروم كما بعث عبد الله بن حذاقة السهمي إلى كسرى ملك فارس، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة، وبعث حاظب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر كما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسائل إلى أمراء العرب الذين لم يكونوا قد دخلوا الإسلام بعد

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply