حديث الأفك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

حديث الإفك خطير أفظع الخطر في مضمونه ومحتواه

فمضمونه...العداء للإسلام والمسلمين،

و محتواه... قذف عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وإشاعة مقالة السوء في أهله الأطهار،

و أغراضه... إكراه الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين على الخروج من المدينه المنوره و إزالة آثار الإسلام والإيمان من قلوب الأنصار

 

الحادثة

وفي غزوة المصطلق سنة ست للهجرة، تقول السيدة عائشة فلما فرغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل، ثم أذّن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجاتي وفي عنقي عقد لي، فلما فرغت أنسل من عنقي ولا أدري، فلما رجعت الى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت الى مكاني الذي ذهبت إليه، فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خلافي، الذين كانوا يُرَحِّلون لي البعير، وقد فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع، فاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب، قد انطلق الناس

 

فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو قد افتقدت لرُجع إلي، فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطّل السٌّلَمي، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فلما رآني قال إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا متلففة في ثيابي، قال ما خلّفك يرحمك الله؟ فما كلمته، ثم قرب البعير فقال اركبي واستأخر عني، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس وما افتُقدت حتى أصبحت، ونزل الناس، فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي، فقال أهل الإفك ما قالوا، فارتعج العسكر، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك

 

مرض عائشة

وفي المدينة مرضت السيـدة عائشـة مرضاً شديداً، ولم تعلم بالحديـث الذي وصل للرسـول - صلى الله عليه وسلم - وأبويها، إلا أنها قد أنكرت من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعض لطفه بها، وحين رأت جفائه لها استأذنت بالإنتقال الى أمها لتمرضها فأذن لها وبعد مرور بضع وعشرين ليلة خرجت مع أم مِسطح بنت أبي رُهم بن المطلب بن عبد مناف، فعلمت بحديث الإفك، وعادت الى البيت تبكي وقالت لأمها يغفر الله لك، تحدّث الناس بما تحدّثوا به وبلغك ما بلغك، ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً قالت أي بُنَيَّة خفِّضي الشأن، فوالله قلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يُحبها لها ضرائر إلا كثّرن وكثّر الناس عليها

 

الأوس والخزرج

وقد قام الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الناس يخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق؟ والله ما علمت منهم إلا خيراً، ويقولون ذلك لرجلِ والله ما علمت منه إلا خيراً، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي فلمّا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك المقالة، قال أسيد بن حُضَير يا رسول الله، إن يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمُرنا بأمرك، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم

فقام سعد بن عُبادة فقال كذبت لعمر الله لا تُضرَب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا قال أسيد كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين وتساور الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيّين من الأوس والخزرج شرّ، ونزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فدخل على عائشة

 

الإستشارة

ودعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيراً وقال يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم عليهن إلا خيراً، وهذا الكذب و الباطل وأما علي فإنه قال يا رسول الله، إنّ النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسلِ الجارية تصدُقك فدعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - (بريرة) ليسألها، فقام إليها علي فضربها ضربا شديداً وهو يقول اصدقي رسول الله فقالت والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني، فآمرها أن تحفظه فتنام عنه، فيأتي الداجن فيأكله

 

الرسول و عائشة

تقول السيدة عائشة ثم دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي وهي تبكي معي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فاتّقي الله وإن كنت قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي الى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده قالت فوالله ما هو إلا أن قال ذلك، فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئاً، وانتظرت أبَوَيّ أن يجيبا عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يتكلما فقلت لهما ألا تجيبان رسول الله ؟؟ فقالا لي والله ما ندري بماذا نجيبه

قالت فلما أن استعجما عليّ استعبرت فبكيت ثم قلت والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أنّي منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تُصدِّقونني، ولكني أقول كما قال أبو يوسف فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون

 

البراءة

قالت السيدة عائشة فوالله ما بَرِحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسُجِّي بثوبه، ووضِعت له وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت، قد عرفت أني بريئة، وإن الله غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سُرّيَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فَرَقاً أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس

 

ثم سُرِّيَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس وإنه ليتحدّر منه مثل الجُمان في يومٍ, شاتٍ,، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتـك فقالت بحمـد الله وذمّكم ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم ما أنزل اللـه - عز وجل - من القرآن سورة النور (11- 19) وبدايتها قال - تعالى -

( إنَّ الذين جَاؤُوا بالإفكِ عُصبَةُ منكم، لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرُ لكم، لكل امرىءٍ, منهم ما اكتسبَ من الإثم، والذي تولَّى كِبرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ، لولا إذ سمعتُموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً )

 

إقامة الحد

ثم أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدَّهم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply