أهم الأحداث ما بين غزوة تبوك وحجة الوداع


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً: وفد ثقيف وإسلامهم:

لما انصرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود الثقفي حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، ورجع إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام، فرموه بالنبل، فأصابه سهم فقتله، ثم إنهم رأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب الذين أسلموا، فأجمعوا على أن يرسلوا رجالا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم عليه ستة منهم في رمضان بعد رجوعه من تبوك سنة تسع(1).

وكان الوفد يتكون من ستة من كبار بني مالك والأحلاف، ثلاثة لكل منهما وعلى رأسهم جميعا عبد ياليل بن عمرو(2)، وتكوين هذا الوفد على هذا النحو يدل على فكر سياسي عميقº ذلك لأن ثقيف تأمل في أن يتدخل المهاجرون من بني أمية للتوسط في إقرار الصلح مع الرسول بسبب علاقة بني أمية التاريخية بالأحلاف(3).

كان الصحابة يعرفون اهتمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بإسلام ثقيفº ولذلك ما إن ظهر وفد ثقيف قرب المدينة، حتى تنافس كل من أبي بكر والمغيرة على أن يكون هو البشير بقدوم الوفد للرسول، وتنازل المغيرة لأبي بكر(4).

 

واستقبل الرسول الوفد راضيًا وبنى لهم خياما لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا، وكانت ضيافتهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا يفدون عليه كل يوم، ويخلفون عثمان بن أبي العاص على رحالهم، فكان عثمان كلما رجعوا وقالوا بالهاجرة، عمد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الدين واستقرأه القرآن، حتى فقه في الدين وعلم، وكان إذا وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائما عمد إلى أبي بكر، وكان يكتم ذلك من أصحابه، فأعجب ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعجب منه وأحبه(5).

 

فمكث الوفد أياما يختلفون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي يدعوهم إلى الإسلام، فقال له عبد ياليل: هل أنت مقاضينا حتى نرجع إلى أهلنا وقومنا؟ فقال رسول الله

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply