آخر يوم في حياة خير البشر صلى الله عليه وسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آخر يوم في حياة خير البشر - صلى الله عليه وسلم - روى أنس بن مالك: أن المسلمين بينماهم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفاجئهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، تم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يريد أن يخرج إلى الصلاة فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشار إليهم بيده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. صحيح البخاري ج2 ص640.

ثم لم يأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقت صلاة أخرى.

ولما ارتفع الضحى، دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فسارها بشيء فبكت ثم دعاها، فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة: فسألنا عن ذلك أي فيما بعد فقالت: سارني النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يقبض في وجعه الذي توفى فيه، فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت. صحيح البخاري ج2 ص638.

وبشر النبي فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين.

ورأت فاطمة ما برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكرب الشديد الذي يتغشاه فقالت: وكرب أباه. فقال ليس على أبيك كرب بعد اليوم. صحيح البخاري ج2 ص641.

ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن.

وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم. صحيح البخاري ج2 ص637.

وأوصى الناس، فقال: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم). صحيح البخاري ج2 ص637.

وبدأ الاحتضار فأسندته عائشة إليها، وكانت تقول: إن من نعم الله علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري. وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته. دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فلينته، فأمر هو في رواية أنه استن بها كأحسن ما كان مستن أو بين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات الحديث صحيح البخاري باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ج2 ص640.

وماعدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى. صحيح البخاري ج2 ص641، 640. 639، 638.

كرر الكلمة الأخيرة ثلاثا، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى، وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحى من يوم الاثنين 12ربيع الأول سنة11هـ. وقد تم له - صلى الله عليه وسلم - ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام.

إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply