المختصر الأنيق في فضائل أبي بكر الصديق (1)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فضائل الصديق - رضي الله عنه -:

- سأتكلم عن رجل أجدني قزماً أمام شخصيته وسيرته، وما تجاسرت على الإيلاج في ذكر مناقبه إلا أن الكلام في حقه قربة يتقرب بها إلى الله - جل وعلا -، هذا الرجل عظيم القدر رفيع المنزلة، نصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم خذله الناس وآمن به يوم كفر به الناس وصدقه يوم كذبه الناس.

 

- ولكن حسبي حينما أتكلم عنه وعن فضائله ومناقبه ومآثره، أني إلى محبي الصديق أهديها، محبي أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته الطيبين الطاهرين، فأسأل الله وحده العون وبه ألجأ في أن يسدد قولي وأن يثبت جناني وأن يحلل عقدة من لساني وأن ينفعني بما أقول لما ألقى ربي وأدخل قبري أن يجعل هذا العمل في ميزان أعمالي.

 

- سأتكلم عن رجل هو أفضل الأمة بعد أنبياء الله - عز وجل - بلا خلاف، ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على رجل خير منه.

 

- إنها حقيقة أن الإنسان يقف عاجزاً عن الحديث عن هذا الرجل وعن فضائله ولكن كفانا النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسبنا مقولته الثابتة عنه: \" ما لأحد عندنا يدُ إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر ولو كنت متخذاً لاتخذت أبا بكر خليلاً \".

 

- الذي دفعني للكلام عن لأبي بكر - رضي الله عنه - ما يلي:

- 1 لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته \" (البخاري 3454).

- 2 كما ثبت عن عمر - رضي الله عنه - قال: \" أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" (حسنه الألباني 2890)

- 3 - معرفة فضائله من أسباب محبته، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" المرء مع من أحب \" (مسلم 2640).

- 4 روى الإمام أحمد عن مسروق من أجل تابعي الكوفة -: \" حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة \". وقال أيضاً: \" ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلهم أجمعين، والكف عن الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو واحداً منهم، فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة، وخير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وآله وسلم - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم، خلفاء راشدون مهديون \" (طبقات الحنابلة 1/30).

- 5- السلف كانوا يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن (ذكره ابن الجوزي في فضائل عمر).

- 6- لأن النبي دعا الأمة للاقتداء به، كما يرويه حذيفة بن اليمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر \".

- 7 وجوب الذب عن عرض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا ظهر مبتدع زنديق وتعرض على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن الطعن في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الطعن في رسول الله.

- 8 وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة - رضي الله عنهم - وما نحن فيه إلى يوم القيامة من إيمان وإسلام وقرآن ونشر علم وحفظ السنة والانتصار على الكفار وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

- 9 لأن الصحابة أكمل هذه الأمة عقلا وعلما وفقهاً ودينا، ورحم الله الإمام الشافعي لما قال: \" هم فوقنا في كل فقه وعلم ودين وهدى، وفي كل سبب ينال به علم وهدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا \".

 

- نسبه:

- أبو بكر الصديق اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

- يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرة بن كعب بن لؤي.

 

- وصفه بالصديق:

- ثبت اسم الصديق له بالدلائل الكثيرة، ووصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي في الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: \" صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي صديق وشهيدان \".

- وفي الترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: \" يا رسول الله {الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ويخالف؟ قال: لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويخاف إلا يُقبل منه \" (صحيح الترمذي للألباني).

- تبشير النبي - صلى الله عليه وسلم - للصديق بالجنة:

- أخرج الترمذي (2987) من حديث سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال: \" النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة...\" الحديث.

- أخرج أبو داود عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" اطلع الله على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم \".

- في مسلم: \" من أصبح منكم اليوم صائما؟ \" قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا. قال \"فمن تبع منكم اليوم جنازة. \" قال أبو بكر - رضي الله عنه -: انا. قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ \" قال أبو بكر - رضي الله عنه -. أنا. قال \"فمن عاد منكم اليوم مريضا. \" قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"ما اجتمعن في أمريء، إلا دخل الجنة \".

- أخرج البخاري: \" كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (افتح له وبشره بالجنة). ففتحت له، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (افتح له وبشره بالجنة). ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي: (افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه). فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله، ثم قال: الله المستعان \".

- البخاري: \" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة).

فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟. قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم \".

- أخرج أحمد: \" عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

-من أنفق زوجا أو قال زوجين من ماله أراه قال في سبيل الله دعته خزنة الجنة يا مسلم هذا خير هلم إليه فقال أبو بكر هذا رجل لا تودى عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما نفعني مال قط إلا مال أبي بكر قال فبكى أبو بكر وقال وهل نفعني الله إلا بك وهل نفعني الله إلا بك وهل نفعني الله إلا بك \".

- عن جابر قال: \" لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة \".

 

مناقب الصديق:

- ومن مناقبه:

- أول من بذل ماله لنصرة الإسلام:

- ففي مسند أحمد: \" ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر وقال وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله \".

- ومن مناقبه:

- الكفار يعرفوا قدره أكثر من أهل البدع والزندقة:

- في البخاري: \" فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ أَفِي القَومِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ, فَنَهَاهُم النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم - أَن يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ أَفِي القَومِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ, ثُمَّ قَالَ أَفِي القَومِ ابنُ الخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصحَابِهِ فَقَالَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَد قُتِلُوا فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفسَهُ فَقَالَ كَذَبتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدتَ لَأَحيَاءٌ كُلٌّهُم وَقَد بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُك قَالَ يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ, وَالحَربُ سِجَالٌ إِنَّكُم سَتَجِدُونَ فِي القَومِ مُثلَةً لَم آمُر بِهَا وَلَم تَسُؤنِي ثُمَّ أَخَذَ يَرتَجِزُ أُعلُ هُبَل أُعلُ هُبَل قَالَ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم - أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ أَعلَى وَأَجَلٌّ قَالَ إِنَّ لَنَا العُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُم فَقَالَ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم - أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ مَولَانَا وَلَا مَولَى لَكُم \".

- قال ابن القيم - رحمه الله -: \" ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه إن قوام الإسلام بهم \". (زاد المعاد 3/301).

 

- ومن مناقبه:

- مضاجعته بعد الموت في قبره، قال ابن كثير: \" وقد جمع الله بينهما في التربة، كما جمع بينهما في الحياة، فرضي الله عنه وأرضاه \" (البداية 7/18).

- سأل الرشيد الإمام مالك عن منزلة الصديق والفاروق من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: \" منزلتهما منه في حياته كمنزلتهما منه بعد مماته \".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply