حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ (563 674 م)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هو حسان بن ثابت ويكنى أبا الحسام لمناضلته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأبوه ثابت بن المنذر بن حرام من سادة قومه وأشرفهم.          

يعتبر من الشعراء المعمرين الذي عاصروا الجاهلية والإسلام وتأثرت حياته الشعرية بتلك المراحل الزمنية، ففي الجاهلية كانت أشعاره يغلب عليها جزالة اللفظ وفخامة التعبير وضخامة المعنى وكثرة ما يتصل ببيئته من صور وقليلاً ما يميل إلى اللين وعذوبة اللفظ وسهولة العرض.

أما في الإسلام حيث امتزجت أشعاره بالحضارة ومظاهرها الفكرية والاجتماعية فقد غلبت عليه الرقة واللين واللطف وسهولة المأخذ وقرب الخيال وواقعية الصورة وان كانت لم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى وجسارة العبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ومعارضة المشركين وهجومهم، وتأثرت أشعاره بالفكر الإسلامي فسادها الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته واقتباس الألفاظ من الكتاب والسنة وشعائر الدين.   

وأكثر ظاهرة فنية في أشعاره هي دعوته إلى التوحيد والتعمق في الحياة والكون وشعائر الإسلام ومدح الرسول وأصحابه وهو في ذلك لا يلتزم مذاهب واتجاهات غيره من الشعراء كالنابغة والحطيئة وغيرهم ولم يعمد إلى التكلف في شعره ولكن يرسله كما أوحت به القريحة وحدثت به النفس وكثيراً ما اضطرته المواقف الإسلامية إلى الارتجال.

ويرجع بعض النقاد غلبة السهولة واللين على أشعاره الإسلامية إلى شيخوخته وانبهاره ببلاغة القرآن، فهان ولان أمام روعة القرآن، ولكن يرى آخرون أن من يتعمق في أشعار حسان يجد أن فحولة شعره لم تفارقه في جاهليته أو إسلامه وفي فخامته وعذوبته ولا يشك في أن ما يظهر من لين أو ضعف في بعض إسلامياته ليس أصيلاً في فنه وإنما هو عارض ساقته ظروف طارئة أو منحول دس عليه لأغراض أخرى ويدعو إلى التغني بالشعر في قوله:

تغن بالشعر أما أنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار  

ويرى أن الصدق في الشعر أساس فني:       

وإن أشعر بيــت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقاً   

ولقد اعتز حسان بن ثابت بقومه ووقف بجانب الرسول يحارب بأشعاره السياسية ويؤرخ للأحداث وتعددت أغراض شعره في الفخر والمدح والرثاء والخمر والغزل والحكمة والموعظة.    

ويعتبر حسان بن ثابت أشعر شعراء المدينة وأشعر فحول الحضر وهو في الطبقة الثانية من الفحول. وقد اتفقت العرب على أن أشعر أهل يثرب هو حسان بن ثابت وقال أبو عبيدة، فضل الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - في النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام.      

ومن أشعاره في المدح والفخر:

وجبريل أمين الله فينا         وروح القدس ليس له كفاء

وقال الله قد أرسلت عبداً    يقول الحق إن نفع البلاء

شهدت به وقومي صدقوه   فقلتم ما نجيب وما نشاء

وقال الله قد سيرت جنداً     هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد      سباب أو قتال أو هجاء

فتحكم القوافي من هجانا  ونضرب حين تختلط الدماء

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply