شمس الدين السخاوي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ولد محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر شمس الدين أبو الخير السخاوي بمدينة القاهرة بحارة بهاء الدين على مقربة من باب الفتوح في ربيع الأول سنة 831 هـ / 1428م في أسرة أصلها من بلدة سخا من أعمال الغربية، ولما بلغ الرابعة من عمره سكنت أسرته إلى منزل جديد كان موقعه بجوار دار ابن حجر العسقلاني فكان لهذا الجوار أكبر أثر في حياة شمس الدين السخاوي الذي بدأ الاتصال به في سنة 838 هـ أي وهو طفل في الثامنة من عمره.

وعندما توفي أستاذه سافر إلى دمياط ودرس على يد شيوخها حيناً ثم سافر إلى مكة ليؤدي فريضة الحج وهناك انتهز هذه الفرصة فدرس على يد شيوخ مكة والمدينة وطاف بقاعها ولما عاد إلى مصر سافر إلى الإسكندرية وقرأ بها حيناً وزار عواصم الوجه البحري ثم قام برحلة إلى الشام زار فيها فلسطين وبيت المقدس والخليل ونابلس ثم دمشق وحمص وحماة واستقر حيناً في حلب كل ذلك وهو يقرأ على أعلام وعلماء هذه البلاد، ولما عاد إلى القاهرة عكف على التدريس ولا سيما تدريس الحديث أحياناً بمنزله وأحياناً بالخانقاه المعروفة باسم خانقاه سعيد السعداء كما قام بالتدريس في معظم مدارس القاهرة كدار الحديث الكاملية ومدرسة صرغتمش والمدرسة الظاهرية والبرقوقية والفاضلية وغيرها من المدارس، ثم درس حيناً بمكة المكرمة وقرأ بالمسجد الحرام بعضاً من تصانيفه وتصانيف غيره ولما عاد إلى القاهرة تبوأ مركز الزعامة الذي كان يشغله أستاذه ابن حجر العسقلاني، وقد توفي شمس الدين السخاوي سنة 902 هـ / 1497م.

 

ومن مؤلفات السخاوي \" التبر المسبوك في ذيل السلوك \" الذي وضعه كذيل لكتاب تقي الدين المقريزي وتناول فيه تاريخ دول المماليك المصرية حتى سنة 844 هـ، كما تناول في كتابه الذي ألفه بناء على رغبة الدودار يشبك من مهدي وزير السلطان الظاهر خشقدم \" تاريخ مصر الإسلامية \" تاريخ مصر من سنة 845 هـ 857هـ، كما ألف أيضاً كتاباً يعد ذيلاً على كتاب ابن حجر العسقلاني \" رفع الإصر عن قضاة مصر \" تناول فيه تراجم القضاة المصريين حتى عصره عنوانه \" ذيل رفع الإصر \"، إلا أن أهم مؤلفات شمس الدين السخاوي هو مؤلفه الضخم \" الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع \" وهو كتاب يضم تراجم أعيان عصره في البلاد الإسلامية المختلفة، ومن مؤلفاته أيضا كتاب \" الشافي في وفيات الأمم \" وهو من كتب التراجم أيضاً، و \" القول التام في فضل الرمي بالسهام \" وكتاب \" الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ \".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply