وقفه مع سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ


  

بسم الله الرحمن الرحيم

التواضع خلق بديع يزين الرجل ويكسبه احترام الآخرين وحبهم.

ولكن بعض الناس لا يحسن هذا الخلق فهو لا قيمة له بين الناس ولذا فهو يتواضع لأنه لا يمكن أن يتكبر ولو أصابه الكبر لكان ندرة بين الناس ولقيل: عائل مستكبر.

أما أولئك المتكبرون فقد عما الكبر قلوبهم وصم آذانهم حتى لا يرون الناس شيئا وقد يكون كبر أحدهم بسبب منصب تقلده أو عائلة ولد فيها أو مال ورثه وكلها ظواهر زائلة لا محالة، ويبقى وزرها يوم الدين فقد نازع الرحمن رداءه.

وكم تأثرت لما دخلت منـزل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام برفقة سماحة شيخنا ووالدنا الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز ابن عقيل فلما علم سماحة المفتي بدخول الشيخ ابن عقيل قام فعانقه وقبل رأسه!!

كم أثر فيّ هذا الفعل نعم أثر في فيّ جدا فإن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قد بلغ سقف الوظائف الدينية وهو من سلالة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وقد أغناه الله بفضله فقد جمع أسباب الشرف.

ومع توافر كل الأسباب التي تجعل ضعاف النفوس يتكبرون إلا أن نفس سماحة المفتي كانت أكبر من كل ذلك، فإن النفس الوضيعة يغرها المنصب والمال والشرف ولكن النفس الكبيرة لا ترى هذه التوافه شيئا. كانت نفس المفتي أكبر فلم ترض أن تغير من خلقها القويم.

لو أن سماحة الشيخ عبد العزيز ألقى محاضرة طويلة أو خطبة رنانة حول التواضع لما أثر في مثل تأثيره بهذه القبلة.

 

تعلمت من هذا الموقف أمور منها:

1. فضل التواضع وعظم المتواضعين، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ.

2. وجوب التواصل بين طلبة العلم والعلماء، وتقدير كل واحد منهم للآخر وبذل النصح فيما بينهم.

3. وجوب تبادل الاحترام بين طلبة العلم والعلماء.

4. تعلمت أننا معشر طلبة العلم نعيش أزمة أخلاق فليتنا نقتدي بعلمائنا ونفيد من أخلاقهم كما نفيد من علمهم.

هذه خواطر مرت بي وأنا أسمع درس سماحة المفتي، خواطر مرت بي وأنا بين يدي الشيخين العالمين الجليلين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply