جوانب مضيئة من حياة الشيخ د . عمر بن محمد السبيل


 

بسم الله الرحمن الرحيم  

الشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل

إمام وخطيب المسجد الحرام - رحمه الله -

باديء ذي بدء أقول إن الله - سبحانه وتعالى- قد أنعم على هذه البلاد بنعم كثيرة، فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة، وفي أراضيها «الحرمان الشريفان» مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وقد نبع في هذين الحرمين وعلى مرَّ العصور الكثير من العلماء الفضلاء، ومنهم الأئمة الذين يؤمون المسلمين في صلواتهم، وهم يعلمون علوم الشرع في حلقاتهم.

لقد كان الدكتور عمر السبيل إنساناً خلـــوقاً، عالماً حافظـــاً لكــتاب الله - عز وجل - كان فقيهاً مؤدباً، متواضعاً مع نفسه ومع الآخرين، حفظ بعض القرآن الكريم لديّ والبعض الآخر حفظه على يد بعض الأساتذة في الحرم المكي الشريف، وفي جامعة أم القرى الفيتة أتقن روايتي حفص وشعبة عن عاصم الكوفي ونال سنده.

لقد كانت له  - رحمه الله - مواقف حية وجوانب مضيئة أشير إلى بعض منها:

1ــ ترك عمادة كلية الشريعة، وتفرغه للتدريس خدمة للعلم وطلابه.

2ــ كان صاحب الفضل في إحياء حلقة خاصة عن علم القراءات في الحرم المكي الشريف.

3ــ تواصله مع محبيه ومشايخه الذين كانوا يخجلون من دماثة خلقه وأدبه وقد زارني أكثر من مرة وكان يقول لي في كل مرة: «اجلس يا شيخ أنا أصب القهوة وأنت شيخنا»، وكانت الزيارات متبادلة بيننا، وكان وفياً لجيرانه ولأساتذته ولزملائه ولأحبائه، وهذه الصفات مأخوذة من السلف الصالح الذين كانوا يؤثرون بعضهم بعضاً حباً ووداً ودعاء.

4ــ ومن تواضعه الجم أنه رفض بشدة أن يكتب عنه وعن ترجمته في زاوية أئمة الحرمين، وكان يردد دائماً أنه طالب علم لا يستحق ذلك.

5ــ كلما هاتفني أو هاتفته يسأل أول ما يسأل: هل حلقة القراءات مستمرة؟ وكنت أطمئنه أنها مستمرة بحمد الله وتوفيقه - سبحانه وتعالى-.

6ــ حبه للحرم ولدروسه الأسبوعية وحضوره مبكراً بعد صلاة المغرب استعداداً لصلاة التراويح وذلك في شهر رمضان المبارك.

وبعد:

فهذه بعض المواقف والجوانب التي ذكرتها في هذه العجالة عن الشيخ عمر السبيل - رحمه الله - تعالى -.

 

لمحات من حياته

ــ ولد الدكتور عمر في عام 1377هـ/1958م.

ــ درس الابتدائية بمكة المكرمة.

ــ أكمل المرحلة الثانوية في معهد الحرم المكي وحفظ القرآن خلال هذه الفترة.

ــ تخرج في معهد الأرقم بن الأرقم لتحفيظ القرآن.

ــ تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وحصل منها على درجة البكالوريوس في الشريعة.

ــ حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة أم القرى بمكة.

ــ عمل فيها رئيساً لقسم الشريعة ووكيلاً لكلية الشريعة ثم عميداً لها بجامعة أم القرى بمكة.

ــ عيّن إماماً وخطيباً للحرم المكي سنة 1413هـ.

ــ توفي بمستشفى الهدى في يوم الجمعة 1/1/1423هـ وصلي عليه بالمسجد الحرام 2/1/1423هـ وصلى عليه والده فضيلة الشيخ محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام ودفن في مقابر العدل..نسأل الله - سبحانه وتعالى- أن يسكنه فسيح جناته..آمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply