بسم الله الرحمن الرحيم
توفي إلى رحمة الله - تعالى- الداعية الإسلامي الكبير الشيخ أحمد ديدات هذا الصباح بتوقيت جنوب أفريقيا، وصرح مراسلنا من جنوب أفريقيا أنه سوف يصلى على الفقيد بعد صلاة المغرب في أحد مساجد مدينة فيرلم التي تقع على بعد 30 كم شمالي مدينة ديربان التي توفي في أحد مستشفياتها.
وقد ولد الشيخ الفقيد أحمد حسين ديدات في مدينة سيرات بالهند عام 1918، وقد هاجر والده إلى دولة جنوب أفريقيا بعد وقت قصير من ولادته، وكرّس الفقيد حياته في مناظرة النصارى والرد على شبههم من كتابهم.
وعكف الشيخ على حفظ القرآن و دراسة الإسلام و مبادئ الشريعة وأولى عناية خاصة بدراسة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما قرأ الكتب التي ترد على شبهات المستشرقين حول رسول الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم.
وعرف الشيخ أحمد ديدات بشجاعته و جرأته في الدفاع عن الإسلام، و الرد على أباطيل و الشبهات التي كان يثيرها أعداء الإسلام من نصارى حول النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتوافق ذلك مع حصوله على كتاب إظهار الحق لمؤلف هندي، هو \'رحمة الله الهندي، ويعتبر هذا الكتاب هو الذي فتح آفاق أحمد ديدات للرد على شبهات النصارى وبداية منهج حواري مع أهل الكتاب وتأصيله تأصيلاً شرعيًا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار وطلب البرهان والحجة من كتبهم المحرفة.
وقد أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم والبعض منهم الآن دعاة إلى الإسلام.
في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول: \'ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ \' ثم نشـر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته: \'هل الكتاب المقدس كلام الله؟ \'.
في عام 1959م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله الكتابية حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات. وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال: كلارك جيمي سواجارت أنيس شروش.
أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة [ديربان] بجنوب أفريقيا.
ألّف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتابًا، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها، وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم.
وكان الشيخ ديدات قد عانى من الشلل الدماغي منذ 1996، والذي كان يمنعه من الرد على المكالمات الهاتفية والحديث مع زواره.
ولمجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م و أعطي درجة \'أستاذ\'.
وللشيخ - رحمه الله - العديد من المؤلفات في مقارنة الأديان ومناظرة النصارى والرد على شبههم، من أبرزها كتب: \'مسألة صلب المسيح\'، \'القرآن كلمة الله\'، \'هل الإنجيل كلمة الله\'.
نسأل الله - عز وجل - أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته.
نسأل الله أن يجزي الشيخ عن الإسلام والمسلمين كل خير، وأن يتغمده بواسع رحمته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد