بسم الله الرحمن الرحيم
من الشعراء الإسلاميين المبدعين، صدر له ديوانان: القادمون الخضر، ونعيم الروح، وتكرم وأهداني كليهما (الأول في 15 شوال 1407هـ والثاني في 15 رمضان 1424هـ)، وقد صدر الديوانان بفترتين متباعدتين، ورغم الشكوى من كساد الشعر، ورغم الألم من هذا الكساد للديوان الأول فقد أقدم الشاعر على طباعة الديوان الثاني، وإن هذا الإقدام يدل على إصرار الشاعر على نشر شعره متحملاً للخسائر المادية آملاً في تخليد شعره .. فالشعر روح الشاعر، وقد فطر الإنسان على تخليد هذه الروح، فهو يبذل في سبيل ذلك مهما غلا البذل.
عندما قرأت قصائد الشاعر في الصحف والمجلات قبل أن يصدرها في دواوين أعجبت بها، وعرفت أن صاحبها شاعر، إذ كثيراً ما أقرأ قصائد في الصحف لأناس ليسوا شعراء..
وأحببت أن يكون هذا الشاعر واحداً من الفرسان الذين نترجم لهم في كتابنا: شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، فكتبت إليه فرد معتذراً بأنه لا يرى نفسه أهلاً لأن يسلك في عداد الشعراء الذين كتبنا عنهم في الأجزاء التي صدرت من كتابنا..
وتبادلنا الرسائل أكثر من مرة، ثم استجاب وأرسل لنا معلومات عن حياته وشعره، ثم أصدر ديوانه الأول فكان لي عوناً على الكتابة، وسوف يصدر ما كتبت عنه وعن شعره في الطبعة الجديدة من كتابنا: شعراء الدعوة.
وشعراء الدعوة في طبعته الجديدة مقسم إلى أقسام، سوف يصدر أولها إن شاء الله مشتملاً على شعراء بلاد الشام: سورية ولبنان والأردن وفلسطين.
وعندما عزمت على تأليف كتابي: \"أجمل مائة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر\" ووضعت أسس الاختيار كما وضحتها في الجزء الأول كانت قصيدته: \"المجاهد\" على رأس القصائد المائة:
ماضٍ, وأعرف ما دربي وما هدفي *** والموت يرقص لي في كل منعطفِ
ولعل أهم لأسباب التي خولتها لأن تتقدم القصائد المائة: تعانق المضمون مع الموسيقى، والواقعية مع المثالية، والحماسة الجهادية التي تفتقر إليها أمتنا المعاصرة، ولهذا كانت القصيدة صالحة للإنشاد، وقد أُنشدت، وسارت أنغامها على ألسنة الشباب.
والشاعر سليم زنجير منشد بصوته، له تسجيلات في هذا المضمار، وله أكثر من قصيدة تنشد وتردد على امتداد الوطن العربي، وله كتاب \" نشيدنا \" يضم القصائد التي ألفها وأنشدها مع أبي الجود محمد منذر سرميني.
زارني الشاعر في مكتبي في دار الضياء، وتبادلنا الحديث عن الشعر الإسلامي المعاصر بعامة، وعن شعره بصورة خاصة، وعندما زرت جدة في أثناء معرض الكتاب التقينا، وأهداني مجموعة من أشرطة الأناشيد التي يصدرها من خلال مؤسسة سنا في جدة.
عندما درست شعر السجون على امتداد التاريخ الأدبي للشعر العربي وجدت أن قصائد شاعرنا تحتل مكانها المرموق بين قصائد السجون، وأعمق قصائده في هذا المجال وأكثرها تأثيراً:
السجن جنــات ونار *** وأنا المغــامر والغمارُ
طلع النهار على الدنـا *** وعلـيَّ ما طلع النهارُ
الأخ الشاعر سليم زنجير واحد من شعراء الدعوة الإسلامية المعاصرين، بل هو في رأيي واحد من أمراء الشعر الإسلامي المعاصر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد