في سلم الخالدين يا أحمد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يصطفي من يشاء ويختار وإذا أراد الله أهلا للجنة فإنه يختارهم ويمحصهم ويبتليهم ثم يميتهم أشرف ميته، إنها الموت في سبيل الله.

نعم الشهادة والموت في ساحات الجهاد وبين الدماء والأشلاء، في الجهاد الواضح البين إنه ذروة سنام الإسلام وقبته كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله)).

فالجهاد ذروة سنامه وقبته ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، ولهم الرفعة في الدنيا فهم الأعلون في الدنيا والآخرة مهما وصفوا بالإرهابيين والمتطرفين أو المتخلفين فإنهم جادوا بأنفسهم يوم عزت الأنفس وضحوا بأموالهم وأوطانهم يوم أخلدنا إلى الأرض واختاروا جوار الله على جوار البشر.

 

ولما كثر المدعون للمحبة والإسلام والإيمان والتدين طولبوا بإقامة البينة على صحة دعواهم فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى أناس أموال ناس، فلا تثبت دعوى أحد إلا ببينة، قال - تعالى -: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله))، فتأخر الخلق وثبت أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أفعاله وأقواله وهديه وخلقه فطالبهم الله بالبراهين العادلة فقال - سبحانه -: ((يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم))، فتأخر أكثر المدعين للمحبة اللابسين سرح العبادة والتدين.

وقام المجاهدين فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم إنما ملك لمن أحبيتم وعلى ذلك جرى العقد، فإن الله اشترى منكم أموالكم وأنفسكم بأن لكم الجنة، وأبرم هذا العقد العظيم وضمن أعظم كتاب وأثبت فيه وجاء تأكيد الثمن بالتوراة والإنجيل والقرآن، فلما تم البيع قيل لهم سلموا أنفسكم لله واغزوا وجاهدوا في سبيل الله، فهب للغزو الجهاد من فهم البيع وعلم الشاري وقرأ الكتاب وسمع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مثل المجاهدين في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآياته لله، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر وغنيمة) البخاري.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة، فقال أبو سعيد أعدها علي يا رسول الله ففعل ثم قال رسول الله وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. قال وما هي يا رسول الله؟ قال الجهاد في سبيل الله).

نعم في سلم الخالدين يا أحمد إنها مقدمة من أجل الأخ الفاضل الذي أسأل الله أن يلحقه بالمجاهدين في سبيل الله: أحمد العازمي الذي توفي في أرض الشيشان قبل أسابيع، وقد عرفته قبل سبع سنوات يدرس على يدي العقيدة الواسطية وقد كان الإيمان وحب العلم يتوقد بين عينيه والهمة العالية والنشاط يلازمه، وحمل هموم المسلمين ومآسيهم يثقله، له قلب حي نابض وشعور متوقد وهذه صفات أهل الثغور والجهاد، قلوبهم حية يعيشون في أوطانهم وأرواحهم معلقة مع المسلمين في الجبهات لا يضمرون الشر لأحد، بل يريدون الخير والهداية لكل أحد، حقد عليهم أهل النفاق فوصفوهم بالإرهاب.

وقد فارقنا أحمد أبو عمر بعناق حار، وبعد عشاء أقيم على شرفه ووداعا له وللأخ سالم كروز العجمي في وداعهما إلى الجنة، وليضاف اسم أحمد العزمي إلى النجوم النيرات والكواكب المضيآت في سماء الخالدين وأعلام الكويتيين، فهم حقيقة من يشرف الكويت بأفعالهم وليلحق بسالم كروز العجمي و مخلد العتيبي و كليب المطيري و عادل الغانم العنزي و حمد السليمان و هادي العنزي، ليكون شفيعا لأهله وإخوانه وطليعة قبيلته العوازم الذين عرفوا بالنجدة والعزيمة والمروءة والشهامة.

وليسجل التاريخ أن شبابا طلبوا العلا وآثروا الآخرة على الدنيا وأضاءوا أيامنا السوداء بأفعالهم البيضاء وإلى جنة الخلد يا أحمد العازمي وهنيئا لأهلك الشهادة نسأل الله لك ذلك.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply