بسم الله الرحمن الرحيم
من أفضل من ترجم لـ \" جمال الدين الأفغاني \" الدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي في كتابه الرائع \" منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير \" (ص 75 - 123)، وبين حقيقة الرجل، وأصله، ونقل بعضاً من رسائل الأفغاني، وقد كان الرجل حربا على الإسلام والمسلمين، وقد مات الرجل بالسرطان في فكه الأسفل وعملت له ثلاث عمليات جراحية، وقد قال طبيبه الخاص أن شدة ولع جمال الدين بالسيجار الأفرنجي، وكثرة شربه للشاي وتناوله الطعام مالحا كان من مسببات السرطان حتى قال بعض تلاميذه:
الملحُ والشاي والدخانُ *** أودت بروحِ شيخنا الأفغاني
والأفغاني كان له نشاطٌ ماسوني، وكان يشرب قليلا من الكونياك - وهو نوع من الخمر - كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا في \" تاريخ الأستاذ \" (1/49).
أما محمد عبده فقد ترجم له الدكتور الرومي في الكتاب المذكور (ص 124 - 169) وذكر ترجمة مستفيضة له، وأورد من ضمن الترجمة علاقة محمد عبده بكتاب \" تحرير المرأة \" لقاسم أمين، وذكر قصة الكتاب، وأنهُ من تأليف محمد عبده كما قرر ذلك محمد عمارة في كتاب \" الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده \" (1/247 - 248) فقال: \" والرأي الذي أؤمن به والذي نبع من الدراسة لهذه القضية هو أن هذا الكتاب إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين...وإن في هذا الكتاب - يعني كتاب تحرير المرأة - عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام وحده، وعدة فصول كتبها قاسم أمين، ثم صاغ الأستاذ الإمام الكتاب صياغته النهائية، بحيث جاء أسلوبه على نمط واحد هو أقرب إلى أسلوب محمد عبده منه إلى قاسم أمين \".
هذا ما جاء في كتاب \" منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير \" ملخصاً، أسأل الله أن يكون فيه الكفاية، ولعله تكون ترجمة لرؤوس المدرسة العقلية في العصور المتأخرة، والتي هي امتداد لمدرسة المعتزلة.
وأما عن قضية أن الشيخ رشيد كان سلفي
فقد تطرق الدكتور الرومي في كتابهِ المشارِ إليه إلى ما ذكرت أنت، وعنون على ذلك (ص 182 - 187) بقولهِ \" سلفيتهُ \" ثم قال: \" ولعل الحديث عن مثل هذه السمةِ البارزةِ في شخصية السيد رشيد يطرحُ سؤالاً عريضاً عن كيفيةِ جمعِ السيد رشيد لصفةِ السلفيةِ مع انتمائهِ إلى المدرسةِ العقليةِ الحديثيةِ وهم إلى المعتزلةِ أقرب منهم إلى السلف.
الحقُ أن السيد رشيد - وهذا حسب اعتقادي - بدأ يتحولُ تدريجياً من منهجِ المدرسةِ العقليةِ الحديثةِ إلى منهج السلفِ، ولعل بداية هذا التحول تعقب وفاة أستاذه محمد عبده... \". ا. هـ.
ثم ذكر ستةَ مظاهر ملخصها:
1 - منهجهُ في التفسيرِ. ولكن الدكتور الرومي لم يشر على أقلِ تقديرٍ, إلى ما لدى الشيخ رشيد رضا من مخالفاتٍ, لمنهج السلف في تفسيرهِ.
2 - عنايته بكتبِ السلفِ وطبعها في مطبعة \" المنار \"، ودفاعهُ أيضاً عن العقيدة السلفيةِ المتمثلةِ في دعوةِ الشيخِ محمد بنِ عبد الوهابِ.
3 - الخصومة بينه وبين اتباع المدرسة العقليةِ الحديثةِ.
4 - أن علاقة السيد رشيد بالإنجليزي لم تكن كعلاقة الأفغاني وعبده المريبة بهم.
5 - لم يدخل الماسونية بل كان يحذر منها ومن الانتساب إليها.
6 - حربه لجمعية الاتحاد والترقي التي خلعت السلطان عبد الحميد بعد ما انكشفت له أهدافها.
وكما نرى أن الدكتور الرومي في مقام المقارنة بينه وبين مشايخهِ الذين عاصرهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد