ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

شمعة على الطريق:

مرَّ المسلمون في القرن الثامن عشر بفترات ظلام وجهل، جعلت من دينهم عرضة للبدع، وطريق الضلالº التي دسها المفسدون بين الناس تحت شعار الدين، فكانت هذه الطريق طريق البدعة والضلالة، مسلكاً مهلكاً لكل من اتبعه...

ولا بد من ضوء في هذا الظلام... لا بد من شمعة تنير الطريق، ذلك طريق الذي يدعو إلى صراط مستقيم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

 

وكان الإمام.. إمام الموحدين.. حامل كلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله.. كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو الشمعة التي تضئ الطريق في طريق الضلالات والبدع، فاستبدلها الرجل خيراً ودعوة إلى الحق، فحدَّث الرجل بقلمه كل من له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.

 

كاتب دعاةَ الإسلام في كل موضع ومكان... كاتبهم لدعوة الناس حكاماً ومحكومين لتصحيح المسيرة... مسيرة العقيدةº لتصويب أفكار الناس، ونفض غبار الجهل من على رؤوسهم.

 

كان الرجل بعيداً كل البعد عن بداية النهضة والعلم في أوربا، ولكنه كأنما أحس أن البدع قد دخلت عقول المسلمين، فأغفلتهم عن سلطان العقل وبأسه ودعوة قومهم إلى تغليب سلطان العقل والدين، فرفع شعار التوحيد، مصحوباً بضرورة العمل بكتاب الله وسنة رسوله.

 

لم ييأس الرجل، ولم يكلّ.. ما تقاعس أبداً في سبيل محاربة البدع، والدعوة الصادقة للجهاد.. جهاد النفس.. والجهاد في سبيل الله.

 

لقد أشعل شمعته، وانطلق في طريق وعرٍ,، زاد في وعورته جهل القوم، وتكالب الأعداء حباً في السلطة والتسلط.

سنوات قلائل من الجهد والعمل، هي جهد الرجل، وكان المحصولُ وافراً طيباً... إنها الشريعة الإسلامية وتطبيقها في شبه جزيرة العرب.

 

لقد توحدت الجزيرة على توحيد الله - عز وجل -، وأيَّدت دعوة الإمام تأييداً مقنعاً رائعاً، فلقد سُلطَ الضوء، وهربت الخفافيش من جماعة إبليس إلى الظلام.

 

لقد أضاء الرجل شمعة في ظلام دامس.

 

ولم تكن الشمعة بعمل سهل، ولم يتلألأ ضوؤها في الجزيرة بيسر وسهولة، وإنما الذي جعل لنورها مذاقاً رائعاً هو ظلام البدع الحالك، وجهل القوم بدينهم... فلنوقد الشمعة على أول الطريق.

 

المولد والنشأة:

في مدينة العينية من نجد بجزيرة العرب، وفي العام الخامس عشر بعد المئة والألف ولد محمد بن عبد الوهاب، في بيت مملوء بالصلاح والتقوى، تتحرك في أرجائه آيات التقوى، واستغفار الأوابين.

 

في منزل الشيخ عبد ا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply