القارئ الشيخ أحمد الرزيقي واحد من الذين استطاعوا أن يصلوا بالمعاني القرآنية إلى قلوب المستمعين في الدول الإسلامية كافة، فقد حباه الله بصوت مكَّنه أن يُشعر من يستمع إليه بعظمة جمال القرآن الكريم.
ولد قارئنا الرزيقي في قرية الرزيقات، بمحافظة قنا، في جمهورية مصر العربية، واتجه لحفظ كتاب الله منذ طفولته، وما إن أتمَّ العاشرة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم كاملاً، بتوفيق الله ورعاية منه.
وقد سعد الشيخ الرزيقي بصحبة عدد من المقرئين الكبار، الذين تتلمذ عليهم، وتلقى عنهم أصول القراءة، وفن التلاوة. وكان في مقدمة هؤلاء، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي تأثر به الشيخ الرزيقي كثيراً، وكان معجباً بصوته غاية الإعجاب، حتى إنه كان يعتبره مثله الأعلى. كما كان لأصحاب المدارس القرآنية، كالشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، وغيرهما من الرواد تأثير واضح على أداء الشيخ الرزيقي، إذ تأثر بأصواتهم، واقتفى أثرهم في أساليب الأداء، ومناهج التلاوة.
في سنة 1973 التحق الشيخ الرزيقي بالإذاعة المصرية، وانضم إلى موكب القراء البارزين، ومن هناك انطلق صوته العذب يجوب آفاق الرحاب الإيمانية في أرجاء المعمورة، فترك صوته العذب، وأسلوبه في الأداء أثراً محموداً في قلوب الناس، وكتب الله له التوفيق فيما فرَّغ نفسه إليه.
والشيخ الرزيقي يرى في تلاوة القرآن خير معين لتعلم وتعليم اللغة العربية، فهي تعلِّم القارئ كيف ينطق ويعبر عن المعاني المقصودة على الوجه الأوفق والأقصد. كما أن الشيخ كان كثيرًا ما ينصح الشباب، ويوجههم لحفظ القرآن الكريم، خاصة في هذا الزمان الذي كادت الفصحى أن تضيع فيه. وكثيراً ما كان يؤكد على أن من أراد الفوز في الدنيا، والفلاح والنجاة في الآخرة، فعليه بقراءة القرآن وحفظه، فهو خير معين لذلك. وكان ينصح الشباب المسلم بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام في سلوكهم، لما في ذلك من أثر بليغ على نجاحهم في الدنيا، وفوزهم في الآخرة.
نسأل الله أن يوفق هذه الأمة لخير العمل، ولعمل الخير، وأن يجمع أمرها على منهج كتاب ربها، وهدي سُنَّة نبيها، وسيرة سلفها الصالح، والحمد لله أولاً وآخرًا، {وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصطَفَى}.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد