أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن زيد بن جابر العجلي ويقال التميميº أصله من بلخ وكان من أولاد الملوك، روى عن جماعة من التابعين كأبي إسحاق السبيعي، أبي حازم وقتادة ومالك بن دينار والأعمش وأبان،
واشتغل بالزهد عن الرواية وكان يكون بالكوفة ثم بالشامº مرَّ به يوماً بريد وهو ينطر كرماً فقال: ناولني من هذا العنب، فقال: ما أذن لي صاحبه، فقلب السوط وجعل يقنّع رأسه، وقال: اضرب رأساً طال ما قد عصى الله، قال: فانخذل ومضى.
وقال شقيق البلخي: قال لي إبراهيم أخبرني عما أنت عليه، فقلت: إذا رزقت أكلت وإذا منعت صبرت، قال: هكذا تعمل كلاب بلخ عندنا. قلت له: فكيف تعمل أنت؟ قال: إذا رزقت آثرت وإذا منعت شكرت.
وكان إبراهيم في البحر وهبت ريح واضطربت السفن وبكى الناس فقيل لبعضهم: هذا إبراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو الله، وكان قائماً في ناحية من السفينة ملفوف رأسه، فدنا إليه وقال: يا أبا إسحاق، ما ترى ما فيه الناس؟ فرفع رأسه وقال: اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك، فهدأت السفن.
قال رجل لبشر بن الحارث: إني أحب أن أسلك طريق إبراهيم بن أدهم، قال: لا تقوى، قال: ولمَ؟ قالك لأن إبراهيم بن أدهم عمل ولم يقل وأنت قلت ولم تعمل.
قال أبو سليمان الداراني: صلى إبراهيم خمس عشرة صلاة بوضوء واحد، وتوفي سنة 140 في الجزيرة وحمل إلى صور فدفن هناك، - رحمه الله - تعالى - ونفعنا ببركاته، إنه على ما يشاء قدير.
وفيات الأعيان لابن خلكان (608-681 هـ) 1/31-32 ط دار صادر بيروت.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد