مناقب أبي بكر رضي الله عنه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ).

 (يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً).

(يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيداً يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً).

 أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 الله ربنا والإسلام ديننا ومحمد نبينا وذلك من فضل ربنا.

فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

(رَبَّنَا لا تُزِغ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتَنَا وَهَب لَنَا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ).

سبحان من له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون.

سبحان الأول فليس قبله شئ والآخر فليس بعده شئ.

كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة \".

فإن في هذا الحديث منقبة عظيمة لأبي بكر رضي الله عنه، حيث أنه الذي اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع في يوم واحد دون غيره.

ومناقبه رضي الله عنه كثيرة، فلنذكر منها نبذة، فنقول: أبو بكر: هو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التميمي، كنيته أبو بكر، وكنية أبيه أبو قحافة، ولقبه الصديق لكثرة تصديقه للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولد بعد الفيل بثلاث سنين. وقيل قبله بثلاث سنين، ولد بمنى، ونشأ بمكة، وهو أول من أسلم من الرجال، وأسلم بإسلامه خلق كثير، ومنهم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.

صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة، واستمر معه طول إقامته بمكة، ورافقه في الهجرة وكان ثاني اثنين في الغار. وشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها إلى أن مات. وكانت الراية معه يوم تبوك، وحج بالناس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع، واستخلف بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولقبه المسلمون خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن إسحاق: كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقوله محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش وأعلمهم بما كان منها من خير أو شر، وكان تاجرا ذا خلق ومعروف وكانوا يألفونه لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته.

عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي قال: أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم، قال عروة: وأخبرتني عائشة أنه مات وما ترك دينارا ولا درهما، أنفقها كلها في سبيل الله، وأعتق سبعة كلهم كان يعذب في الله.

وكان رضي الله عنه أحب الرجال إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" إن من أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر\".

وكانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمرا، فانصرف عمر مغضبا، فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو الدرداء: ونحن عنده، فقال - صلى الله عليه وسلم -: \" أما صاحبكم فقد غامر \"، قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقص عليه الخبر، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول لأنا كنت أظلم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل أنتم تاركوا لي صاحبي؟ مرتين. إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت. ومناقبه رضي الله عنه كثيرة جدا، وقد أفردها جماعة بالتصنيف، ومن أعظم مناقبه التي لا يشاركه فيها غيره قول الله - تعالى -: (إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).

رضي الله عنه وعن سائر الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين لهم بإحسان أجمعين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply