عبد الله بن الزبعري


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هو أبو سعد عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي، والزبعري اسم أبيه، وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عمرو.

والزبعري عند اللغويين يعنى بها: الرجل الشكس الخلق، وقد قال الأزهري (وبه سمي ابن الزبعري الشاعر).

ولد الزبعري - على الراجح - قبل عام الفيل بعشر سنين على الأقلº فهو أكبر سنًا من الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وهو شاعر مخضرمº أدرك الجاهلية والإسلام، وقد كان في الجاهلية هجاءً، وكان له من المديح والغزل ما فاق به بعض أقرانه، وقد قال عنه ابن سلام - رحمه الله – في طبقاته: (كان بمكة شعراء فأبدعهم شعرًا عبد الله بن الزبعري)، وقال الزبير: (كذلك يقول رواة قريش: إنه كان أشعرهم في الجاهلية).

أما ابن الزبعري في الإسلام فقد كان مبرزًا إلا أنه لم تكن له تلك الشهرة ولكن لم يزل مبدعً، وقال ابن سلام في الطبقات عن ابن قيس الرقيات: (أشد قريش أسر شعر في الإسلام بعد ابن الزبعري).

وقد أراد ابن الزبعري بعدما أسلم تكفير ما سلف منه في الجاهليةº إذ طالما آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أهدر دمه حين فتح مكة، وأمر بقتله ولو وجد متعلقًا بأستار الكعبةº حينها هرب إلى نجرانº فقال فيه حسان:

 

لا تعدمن رجلاً أحلك بغضه * نجران في عيش أجد لئيم

غضب الإله على الزبعري وابنه * وعذاب سوء في الحياة مقيم

 

ثم إنه قدم من نجران مسلمًا فلما رآه الرسول - صلى الله عليه و سلم - قادمً، قال: (هذا ابن الزبعري ومعه وجه فيه نور الإسلام)، وأعلن عند النبي - صلى الله عليه و سلم - إسلامه فقال له فيما يروى عنه: (الحمد لله الذي هداك للإسلام)، ثم أنشده ابن الزبعري قوله:

 

يا رسول المليك إن لساني * راشق ما فتقت إذ أنا بور

إذ أجاري الشيطان في سنن الغي * ساطع نوره مضيء منير

يشهد السمع والفؤاد بما قلت * ومن مال ميله مثبور

أن ما جئتنا به حق صدق * ونفسي الشهيد وهي الخبير

جئتنا باليقين والصدق والبر * وفي الصدق واليقين السرور

أذهب الله ضلة الجهل * عنا وأتانا الرخاء والميسور

 

وهذه الأبيات كفرت ما سبق من هجائه وسبه للإسلام، وقد قال عنه القرطبي – رحمه الله -: (كان شاعرًا مجيدًا وله في مدح النبي - صلى الله عليه و سلم - أشعار ينسخ بها ما قد مضى في كفره).

 

وله أشعار جيدة منها قوله:

يا غراب البين أسمعت فقل * إنما تنطق شيئًا قد فعل

إن للخير وللشر iiمدى * لكلا هذين وقت iiوأجل

كل بؤس ونعيم iiزائل * وبنات الدهر يلعبن iiبكل

والعطيات خساس بينهم * وسواء قبر مثرٍ, iiومقل

 

وله في مدح النبي - صلى الله عليه و سلم - والاعتذار منه:

 

منع الرقادَ بلابلٌ وهموم * والليل معتلج الرواق بهيم

إني لمعتذر إليك من التي * أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

مضت العداوة وانقضت أسبابها * وأتت أواصر بيننا وحلوم

 

وفاته:

الراجح أنه توفي في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وحدد الزركلي وفاته بنحو السنة الخامسة عشرة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply