من علماء الآخرة الليث بن سعد (94- 175) وعمره إحدى وثمانون سنة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن.

 

أصله من أصبهان بفارس.

 

ولد بقلفشنده جنوب القاهرة، ومات بالقاهرة، ودفن بالقرافة الصغرى.

 

كان إمام وفقيه ومحدث وعالم أهل مصر في زمانه من غير منازع.

 

قال الشافعي - رحمه الله -: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به.

 

وقال يحيى بن بكير: الليث أفقه من مالك، ولكن الحظوة لمالك - رحمه الله -.

 

قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان - رضي الله عنه - حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا عنه، وكان أهل حمص ينتقصون علياً - رضي الله عنه - حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك.

 

كان الليث سخياً مضيافاً، وكان من أغنياء العلماء، ومع ذلك لم تجب عليه زكاة قط لكثرة إنفاقه، خاصة على أهل العلم، وكان يقول: لولا هذا ـ يعني المال ـ لتمندل بنا هؤلاء ـ يعني التجار.

 

كان لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس.

 

قدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار.

 

احترقت دار ابن لهيعة فوصله بألف دينار.

 

وحج وقدم المدينة وأرسل له مالك طبق رطب، فوضع في الطبق ألف دينار.

 

قال شعيب ابنه: يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألفاً، وفي رواية خمسين ألفاً، تأتي عليه السنة وعليه دينº وفي رواية: ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط.

 

جاءت امرأة إلى الليث وقالت: إن ابني عليل اشتهى عسلاً، فقال: يا غلام، أعطها مرطاًº والمرط عشرون ومئة رطل.

 

قـال ابن وهب: كل ما كان في كتب مـالك\"وأخبرني من أرضى من أهـل العلـم\"فهو الليث بن سعد.

 

طلب منه أبو جعفر أن يلي مصر فاعتذر وقال: لا يا أمير المؤمنين، إني أضعف عن ذلك، إني رجل من المواليº فقال أبو جعفر: ما بك ضعف معي، ولكن ضعفت نيتك في العمل لي.

 

قال ابن بكير: كان الليث فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة، فما زال يذكر خصالاً جميلة ويعقد بيده حتى عقد عشرة، لم أر مثله.

 

كان الليث حنفي المذهب، وهذا هو سر تقليد بعض المصريين للمذهب الحنفي.

 

اشترى منه قوم ثمراً ثم استقالوه، فأقالهم، وأعطاهم خمسين ديناراً، وقال: إنهم كانوا قد أملوا فيها أملاً فأحببت أن أعوضهم عن أملهم.

 

ولي القضاء بمصر.

 

أعجب أحد الحاضرين من حديثه عن مسألة فقهية، فقال: كأنه سمع مالك بما حدثº فقال ابن وهب: بل لعل مالكاً سمع الليث!

 

له رسالة لمالك ولمالك رد عليها.

 

ألا رحم الله الليث وإخوانه من العلماء الأخيار الأبرار.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply