أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب


  

بسم الله الرحمن الرحيم

أم الخليفة عمر بن عبد العزيز

ومن المسلمات اللاتي سجل التاريخ أسماءهنّ في سجل الأمهات الخالدات: السيدة أم عاصم حفيدة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وأم الخليفة عمر بن عبد العزيز. وقيل: اسمها ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.(1)

 

فهي ذات الأصل الطيب والنسب الأصيل في الإسلام وقد كانت أم عاصم وهي إحدى بنات سيدنا عاصم بن عمر بن الخطاب مسلمة تقية تزوجت من عبد العزيز بن مروان وكان لهذا الزواج المبارك قصة:

 

عن محمد بن سعد قال: قال ابن شوذب:\"لما أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز قال لقيِّمه: اجمع لي أربع مئة دينار من طيِّب مالي فإني أريد أن أتزوج من أهل بيتٍ, لهم صلاح، فتزوج أم عمر بن عبد العزيز\".(2)

 

وقد كانت أم عاصم من المؤمنات العابدات اللاتي ربيَّين أولادهن على البكاء من خشية الله وعلى الزهد في هذه الدنيا، وقد أكرمها الله وأخرج من صلبها سيدنا عمر بن عبد العزيز الذي عده الثوري خامس الخلفاء الراشدين.

 

قال سفيان الثوري: الخلفاء خمسة\"أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز\".(3)

 

وهكذا أكرمها الله بطيب الأصل وحسن الذرية فهي ذرية مباركة طيبة نشرت في ربوع بلاد الإسلام العدل والأمن حتى عم الرخاء على البلاد. ومن الأخبار التي أوردها التاريخ عن أم عاصم: أنها كانت مُحسنة جوّادة.

 

عن أحمد بن سليمان عن الزبير قال: \"لما ماتت رقية بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند إبراهيم بن نعيم بن عبد الله فدُفنت بالبقيع، انصرف به عاصم إلى منزله فأخرج له ابنتيه: حفصة وأم عاصم فقال له: اختر أيهما شئت فإنا لا نحب أن يتقطع صِهرك منا قال إبراهيم: لم يَخف عليَّ أن أم عاصم أجمل المرأتين فتجاوزت عنها وقلت: يصيب بها أبوها رغبة من بعض الملوك لما رأيت من جمالها وتزوجت حفصة، فتزوج عبد ا لعزيز بن مروان بن الحكم أم عاصم فولدت له عمر بن عبد العزيز وإخوة له، ثم هلكت عنده وهلك إبراهيم بن نعيم عن حفصة بنت عاصم فتزوجها عبد العزيز بن مروان بعد مهلك أم عاصم بنت عاصم وحُملت إليه بمصر وكان بأيلة إنسان به خَبل يقال له شر شمير، فكانت أم عاصم مَرّت به فتعرّض لها فأعطته وأحسنت إليه، ثم مرت به بعدها حفصة بنت عاصم فتعرض لها فلم ترفع إليه رأساً. فسئل أين حفصة من أم عاصم فقال: \"ليست حفصة من رجال أم عاصم\".(4)

 

وهكذا كانت خيرة مُحسنة أما مُربية أخرجت لنا سيداً من سادات البكائين سيدنا عمر بن عبد العزيز. ومما جاء في ذلك عن أبي قَبيل: أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير قد جميع القرآن، فأرسلت إليه أمه فقالت ما يبكيك؟ قال:\"ذكر الموت\"فبكت أمه من ذلك.(5)

 

وهكذا كانت السيدة أم عاصم أماً صالحة سجلها التاريخ في سجل الأمهات الخالدات وهكذا نزعت به إلى خلائف جده الفاروق - رضي الله عنه - فرحمها الله ورضي عنها وعن ولدها.

 

وهكذا كانت المرأة المسلمة عبر التاريخ مصدراً للخير والذرية الصالحة فهي كالأرض الطيبة قال - تعالى -:\"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبثَ لا يخرج إلا نكداً كذلك نُصرّف الآيات لقوم يشكرون\". (الأعراف: الآية 58).

 

فاحرصي يا أختاه على أن تكوني أرضاً طيبة تجود بالخير، تجود بالذرية الصالحة التي يُباهي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمم.

 

فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعاً:\"تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة\".(6)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 تاريخ ابن عساكر ترجم النساء (ص 533).

2 طبقات ابن سعد (5/331).

3 صفة الصفوة (2/80) وليس هذا فيه منتقصة لسيدنا معاوية بن أبي سفيان، فالأصل أنه خامس الخلفاء الراشدين وحاشانا أن نقدم أحداً على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

4 نسب قريش لمصعب (361).

5 وتاريخ ابن عساكر تراجم النساء.

6 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 78) وساقه الحافظ في الفتح (9/111) وسكت عليه وقوّاه الألباني لشواهده في الصحيحة رقم (1782).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply