رجل لن يجود بمثله الزمن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

( لم أر عبقرياً يفري فريه)

هذا ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمدحه لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ومعنى قوله (( فري)) أنه لم يرى عبقرياً في مقدوره أن يصنع ما كان يصنع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .

 

وما من شك في إن قوة وعظمة الأمة الإسلامية كانت ترجع إلى عظمة قادتها وسياستها.

سوف أتكلم وبإيجاز عن شخصيه هذا الرجل الذي اعتبره الغربيون أعظم رجالات الدولة الإسلامية.

يقال عنه : إنه كان طويلاً فارع الطول .. عريض المنكبين ..قوي الجسم .. قيل عنه لفرط طوله أنه كان يمشى وكأنه راكب ؟!

وكانت يد عمر اليسرى في مثل قوة يده اليمنى فكان يعمل بيديه الاثنتين ويكتب بكلتيهما.

وكان واسع العين ..وقيل أنه أصيب بالصلع وهو في مقتبل الشباب، وكان لا يهمه أن يخفي صلعه بعمامته.

وقيل عنه أنه لا يبالي بأناقة ثيابه ولكنه يحرص على نظافتها.

وكان في شبابه من هواة رياضة المصارعة، وقد ذكر إن عمر تصارع مع خالد بن الوليد قبل إسلامهما وانتصر عليه خالد، وأصيبت عظمة ساق عمر بشرخ اضطره إلى العرج مدة طويلة.

 

وبقدر ما كان يكره الرسول أيام الجاهلية، بقدر ما أحبه عند إسلامه فبلغ من حبه له إن النبي حينما مات لم يشأ عمر أن يصدق ذلك، وخرج إلى الناس وهو يصيح فيهم غاضباً:

- والله إني لأرجو أن تقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن محمداً قد مات.

وقد قيل عن عمر أنه توقع قرب موته فقد رأى في الحلم ديكا لا يشبه الديوك المألوفه لدى العرب.. وأن هذا الديك هجم عليه ونقره نقرتين..

وقال عمر لمن حوله:

- يسوق الله - تعالى - إلي الشهادة، ويقتلني رجل أعجمي بطعنتين!

وتحقق ما قاله عمر !..

ومات عمر ولكن ذكراه لم تمت ولن تموت أبداً..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply