الجرأة في الحق من أهم الصفات التي ينبغي ان يتحلى بها العالم,
بحيث ينكر المنكر ,ويأمر بالمعروف , ويقول
للمسيء:أسأت كائنا من كان ذلك المسيء,
وللعلماء اليوم أسوة فيمن سلف من علماء الأمة.
وهناك الكثير من الأمثلة للجرأة في الحق في
مختلف العصور.
ومن الأمثلة موقف العز بن عبد السلام-سلطان
العلماء مع الملك الصالح أيوب-.
كان الملك الصالح أيوب يتولى الشام ,وبسبب
خلاف بينه وبين أبناء عمه, تنازل للنصارى عن
بعض الحصون.فلما خطب العز بن عبد السلام في
جامع بني أميه بدمشق يوم الجمعة
كان مما قال: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا,
يعز فيه أهل طاعتك ,ويذل فيه أهل معصيتك, ويؤمر
فيه بالمعروف .وينهى فيه عن المنكر .
وأفتى الناس بعدم جواز بيع الأسلحة للنصارى
الذين أخذوا يشترونها من دمشق.
فغضب الملك , وسجن العز بن عبد السلام , ومن
قبله سجن الامام أحمد , وكثير من العلماء(احسب
الناس ان يتركوا أن يقولوا امنا وهم لا يفتنون
)العنكبوت اية2.
ثم أرسل الملك الى العز في السجن احد أعوانه
وحاشيته, فقال له : انا سأتوسط لك عند الملك
ليخرجك, ولكني أريد منك شيئا واحدا فقط , وهو
أن تعتذر الى الملك وتقبل رأسه..فقال العز: دعك
عني , والله لا أرضى أن يقبل يدي, عافاني الله
مما ابتلاكم به , ياقوم أنا في واد وانتم في
واد..
وذهب الملك لمقابلة قادة النصارى , فأخذ معه
العز بن عبد السلام, وسجنه في خيمة, وبينما كان
الملك جالسا مع النصارى, اذا بالعز يقرا
القران, ويصل صوته اليهم ,فقال الملكك أتدرون
من هذا الذي تسمعون؟؟
قالوا : لا. قال : هذا من أكبر قساوستنا(ولم يقل
علمائنا).أتعلمون لماذا سجنته ؟ قالوا : لا.
قال : لأنه أفتى بعدم جواز بيع السلاح لكم.
فقال النصارى:والله لو كان هذا قسيسا عندنا
لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها.
فخجل الملك وأطرق , وأمر بالافراج عن العز بن
عبد السلام....
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد