مقتل السلطان جلال الدين الخلجي


  

بسم الله الرحمن الرحيم

4 رمضان 694هـ ـ 24 يولية 1295م:

هو السلطان جلال الدين فيروز شاه الخلجي أول سلطان في أسرة الخلجيين الذين حكموا مملكة دهلي الإسلامية من سنة 689هـ حتى سنة 720هـ، وأصل الخلجيين من الأتراك الأفغان، وكانوا من المحاربين الأشداء، ظهر أمرهم أيام السلطان محمود بن سبكتكين، وكانوا قد تحركوا من خراسان إلى الهند بعد اجتياح جنكيز خان لهذه البلاد، وكان قائدهم سيف الدين الخلجي أحد قادة السلطان جلال الدين متكبرتي خوارزم شاه، وقد فارقه سنة 620هـ وذهب إلى الهند مغاضباً له([1]).

وبالهند التحق الخلجيون بخدمة شمس الدين ألتمش الذي حكم دهلي بعد وفاة قطب الدين أيبك، وعينهم شمس الدين ألتمش ولاة على إقليم البنغال، وكذلك في الوظائف الكبرى في دولته، فلما ذهبت دولة ألتمش رأى الخلجيون أنهم أحق بالأمر من بعده، ولكن البطل الكبير غياث الدين بلبن استولى على الملك، وخاض حروباً شرسة ضد المغول الذين حاولوا غزو الهند عدة مرات، وانتصر عليهم في كل مرة حتى مات سنة 686هـ، وخلفه حفيده معز الدين كيقباذ الذي مكث في الحكم ثلاث سنوات ثم أصيب بالشلل، فثار عليه جلال الدين فيروز شاه الخلجي بدعوى أنه لا يصلح للملك وهو مشلول، وتحرك جلال الدين من البنغال بجيش كبير، واستولى على دهلي في 3 جمادى الآخرة سنة 689هـ وقتل معز الدين كيقباذ، وأصبح هو أول سلطان خلجي على مملكة دهلي الإسلامية، وكان في السبعين من عمره.

سار جلال الدين في الناس سيرة حسنة، وأقام منار العدل والشرع، وتصدى للمغول عندما حاولوا غزو الهند سنة 690هـ، وأسر منهم ألوفاً وأنزلهم بضواحي دهلي، وعرفوا باسم المسلمين الجدد، وكان لهم بعد ذلك أثر سيئ في الهند، كما قام بغزو هضبة الدكن سنة 694هـ - 1294م، وتمكن من هزيمة إمارة «ديوكو» الهندوسية، وبهذا يكون جلال الدين الخلجي أول من دخل هضبة الدكن من سلاطين المسلمين.

وفي طريق عودته عرج ابن أخيه علاء الدين محمد لاستقباله وكان مغاصباً له من قبل، ثم قام بعد ذلك بالغدر به وقتله في 4 رمضان سنة 694هـ، وهكذا قُتل جلال الدين من أجل الملك كما فعل هو تماماً من قبل، وما ربك بظلام للعبيد.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply