تحرير طرابلس


  

بسم الله الرحمن الرحيم

12 شعبان 958هـ - 15 أغسطس 1551م:

بعد أن نجح السلطان الأشرف خليل بن قلاوون المملوكي في طرد آخر بقايا الصليبيين بالشام سنة 690هـ وذلك بفتح عكا آخر حصون الصليبيين بالشامº خفت حدة الحملات الصليبية على بلاد الإسلام، وانتهى عصر الحملات الضخمة، وكان الصليبيون الذين غادروا الشام قد توجهوا إلى قبرص ومالطة، وشحنوهما بالعتاد والرجال لتكون نقاط انطلاق وإغارة على السواحل الإسلامية.

وفي جزيرة مالطة نشأت جماعة دينية صليبية محاربة عرفت باسم فرسان القديس يوحنا الأورشليمي، وقد خرجت هذه الجماعة من رحم الجماعة الأم الكبيرة والمشهورة باسم «فرسان المعبد»، والتي كان لها صولات وجولات شهيرة أيام الحروب الصليبية، وكان فرسان المعبد أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وكذلك كان فرسان مالطة، فلقد كانوا دائمي الإغارة على سواحل المسلمين خاصة سواحل ليبيا وتونس لقربهما من مالطة، ولقد احتل فرسان مالطة منطقة «برقة» سنة 916هـ، غير أن المماليك لم يلبثوا أن أخرجوهم منها، وفي نفس السنة احتلت قوة إسبانية مدينة طرابلس الليبية بقيادة «بترونافار»، وقتل خمسة آلاف مسلم، وأسر ستة آلاف، وفر باقي سكان المدينة، وظلت طرابلس من سنة 916هـ حتى سنة 936هـ تحت أسر الاحتلال الإسباني([1]).

وفي سنة 936هـ قرر «شارلكان» ملك إسبانيا التنازل عن طرابلس لفرسان مالطة مقابل مساعدتهم للإسبان في حربهم البحرية ضد الدولة العثمانية التي بدأت تتجه بقوة ناحية الشمال الإفريقية، وبالتالي كسب فرسان مالطة موطئ قدم لهم بالسواحل الإسلامية، قطعوا به الطريق على الإمدادات العثمانية القادمة من شرق البحر المتوسط.

انشغل العثمانيون وقائدهم الجسور «خير الدين بربوسا» وصنوه «حسن الطوشي» في محاربة الإسبان في الجزائر والمغرب فترة طويلة من الوقت جعلت فرسان مالطة يسيطرون على طرابلس، واستمر الحال حتى وفاة المجاهد «بربروسا»، وتم تعيين رجل لا يقل عنه كفاءة وهو «طرغود»، وتنطق «طرغوت وطرغول» باشا في منصب قبطان الأساطيل العثمانية، فوضع خطة محكمة لتحرير طرابلس من فرسان الصليب المالطي وذلك بالهجوم البري من ناحية الشرق يقوده والي مصر «سنان باشا»، وهجوم بحري يقوم به «طرغود» باشا بالأساطيل العثمانية من ناحية الشمال، وبحركة الكماشة المحكمة استطاع المسلمون العثمانيون تحرير طرابلس الليبية في 12 شعبان سنة 958هـ - 15 أغسطس 1551م

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply