10 جمادى الآخرة 1331 هـ ـ 16 مايو 1913م:
كانت إيطاليا تعد تونس وليبيا مناطق نفوذ لها بعد احتلال فرنسا للجزائر، وقد هاجر عدد من الإيطاليين إلى هاتين المنطقتين, فلما احتلت فرنسا تونسº ركزت إيطاليا كل اهتمامها على ليبيا حتى لا تخرج من سوق الأملاك العثمانية بلا غنيمة، وبعد التغلغل الاقتصادي والتجاري بالبلاد جاء الاحتلال العسكري سنة 1329هـ - 1911م بجيش جرار عدة وعتاداً.
أرسلت الدولة العثمانية جيشاً لمساعدة أهل ليبيا، وأرسلت عدة قادة عسكريين للإشراف على المقاومة منهم أنور باشا، وعزيز المصري، ومصطفى كمال الذي ما لبث أن عاد لإستانبول عندما أحس بجدية القتال هناك, وإنما هو خرج للشهرة ليس إلا، وكانت ليبيا قبل الاحتلال يحكمها مشايخ الطريقة السنوسية، ومقرها واحة الكفرة، وقد تم التنسيق بين أنور باشا وزعيم السنوسيين «أحمد شريف السنوسي» على أن ليبيا دولة مستقلة حرة، وغير تابعة للعثمانيين، وأن زعيمها هو أحمد شريف, وكان السر وراء تخلي العثمانيين عن ليبيا وترك أهلها وحدهم أمام الإيطاليين هو سيطرة رجال الاتحاد والترقي على الحكم، وظهور القومية التركية التي تقطع الصلة حتى ولو كانت الإسلام بين الأتراك وغيرهم.
رفض عزيز المصري ترك ليبيا، وقرر مواصلة القتال ضد الإيطاليين، وقام بنقل ساحة المقاومة من منطقة طرابلس إلى منطقة فزَّان وبرقة، وأشرف معه في أعمال القتال أحمد شريف السنوسي، ووقعت أعنف أعمال المقاومة قرب الساحل، وفي يوم الجمعة 10 جمادى الآخرة 1331هـ - 16 مايو 1913م دارت معركة حامية الوطيس اشترك فيها أحمد شريف بنفسه، وكاد يستشهد خلالها، وانتهت بهزيمة شديدة للإيطاليين جعلتهم يرتدون إلى الخلف، ويفشلون في احتلال الجبل الأخضر حسبما كان مقرراً لهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد