اغتيال إمام اليمن أحمد بن يحيى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
20 ربيع الآخر 1382 هـ ـ 19 سبتمبر 1962م

كان الزيديون أو الزيود - وهي إحدى فرق الشيعة - هم المسيطرون على الحكم في اليمن لفترة طويلة، وحتى جاءها العثمانيون، وبرزت أسرة آل حميد الدين من بيت القاسم الزيدية، وحاربت الدولة العثمانية، وبرز اسم الإمام يحيى الذي حارب السعوديين فانتصروا عليه، وظل يحكم اليمن بالحديد والنار حتى اغتيل على يد عبد الله الوزير وهو أحد أعضاء ديوان الإمام، واستلم الحكم، وأعلن عن إزالة المظالم، وإعادة الحقوقº ولكن ولي العهد الإمام أحمد بن يحيى استطاع أن يؤلب القبائل عليه، ويجمع الأنصار، ويحاربه ويقبض عليه، ثم يعدمه، ويستلم الإمامة والحكم سنة 1368هـ.

سار الإمام أحمد في أهل اليمن سيرة أبيه بل أشد في البطش والقهر، والظلم والاستبداد، فأخذ يطيح برؤوس معارضيه، ويزج بهم في غياهب السجون، وأخذت البلاد ترزح تحت وطأة الجهل والتخلف والأمراض الوبائية، وتولى هو زراعة مساحات شاسعة من أراضي اليمن بنبات القات المخدر ليروجه بين الشعب المسكين فيدمنه، فيتحكم هو فيه، حتى ندر من كان من أهل اليمن لا يمضغ القات المخدر الذي لا يجوز شرعاً تعاطيه، واستخف بقومه، واستخدم الحيل والخدع معهم فخافوه.

اتجه الإمام أحمد إلى تشجيع الحركات العربية فشكل مع مصر والسعودية الحلف الثلاثي سنة 1376هـ، واتحد مع الجمهورية العربية المتحدة [مصر وسوريا] سنة 1378هـ، ولكن هذا كله لم يخفف من نقمة الشعب اليمني عليه الذي أبغضه بشدة، ووقعت محاولة انقلاب عليه بقيادة الجيش الذي احتل القصر الرئاسيº ولكنهم لم يقتلوه بل اكتفوا باعتقاله، ونادوا بشقيقه عبد الله إماماً لليمن، ولكن أحمد الداهية استطاع الفرار، واتصل بأعوانه وأنصاره، وقبض على ناصية الحال مرة أخرى, وقام هو بذبح أخويه عبد الله والعباس إضافة لمعظم قادة الجيش، إلا إن هذا الجبروت والطغيان والشدة المرعبة مع خصومه لم تمنع الشعب اليمني من مواصلة السعي للتخلص منه، وجاءت اللحظة الحاسمة عندما أطلق ضابطان من حراسه النار عليه فأصاباه إصابة خطرة ظل يعاني فيها فترة ثم هلك في 20 ربيع الآخر 1382هـ ـ 19 سبتمبر 1962، وتولى الإمامة بعده ولده الأكبر بدر الذي أعلن أنه سيسير على نهج أبيه، متحدياً شعور شعبه، فلم يلبث في الإمامة أسبوعاً حتى قامت ثورة اليمن الشهيرة، وانتهى حكم الأئمة الزيدية كأن لم يكن([1]).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply