اغتيال الدكتور عبد الله عزام


  

بسم الله الرحمن الرحيم

25 ربيع الآخر 1410 هـ ـ 26 نوفمبر 1989م:

أمير المجاهدين العرب في أفغانستان إبان الاحتلال الروسي للبلاد، وموحد صفوفهم، ومنسق جهودهمº الدكتور الشيخ المجاهد عبد الله يوسف بن مصطفى عزام، ولد في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين بفلسطين سنة 1362هـ - 1941م، وبها تلقى علومه الأولى، وانخرط في صفوف المجاهدين ضد الصهاينة، ولما وقعت فاجعة الأيام الست، وسقطت الضفة الغربيةº هاجر إلى شرق الأردن، حيث عمل بالتعليم، ثم انتدب للعمل بالسعودية، فمكث بها عاماً واحداً ثم عاد إلى الأردن، وواصل العمل الجهادي ضد اليهود انطلاقاً من الأردن، وأنشأ قاعدة جهادية هناك أسماها قاعدة بيت المقدس حققت نجاحات كبيرة ضد اليهود، وقامت بعمليات فدائية جريئة في قلب الكيان الصهيوني.

بعد أحداث أيلول الأسود، وخروج فصائل العمل الفدائي الجهادي من الأردنº عاد عبد الله عزام لمجال التدريس، وواصل دراسته حتى نال درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، ثم التحق بعدها بالعمل في جامعة الأردن، ولكنه بعد فترة فصل من الجامعة بسبب نشاطاته المعادية لليهود! فسافر بعدها للعمل بالسعودية، فما لبث أن احتلت روسيا أفغانستان، فقدم طلباً للعمل بالجامعة الإسلامية في إسلام آباد بباكستان وذلك سنة 1401هـ - 1981مº وذلك ليكون قريباً من الجهاد الأفغاني ضد المحتل الروسي.

كان قدومه إلى باكستان ثم أفغانستان فاتحة عهد جيد للعمل الجهادي هناك، إذ بدأ يعمل على توحيد صفوف المجاهدين الأفغان والعرب، وينسق فيما بينهم، قام بأعمال جليلة لخدمة الجهاد الأفغاني إذ حوَّله من جهاد محلي إلى جهاد عالمي، انضم إليه المسلمون من كل أنحاء العالم، وأحيا مفهوم الجهاد الأصيل بين المسلمين مرة أخرى، وأنشأ مكتب خدمات المجاهدين لرعاية ذويهم وأهليهم، ووفر الدعم المعنوي والشرعي القوي للعمليات الفدائية، وكان بمثابة المرجعية الشرعية والأب الكبير للمجاهدين هناك، وأصلح فساد بينهم عدة مرات، ورأب الصدع الذي كاد يحدث بين الأفغان والعرب هناك بسبب الدسائس والمؤامرات الخارجية والداخلية.

وبعد أن قرت عينه برؤية المحتل الصليبي الروسي وهو يخرج من أفغانستان مذموماً مدحوراً، وفصائل المجاهدين تنتصر وتحرر البلادº نال أسمى ما كان يسعى إليه ليل نهار، ولا يفتر لسانه عن الحديث عنه وهو الاستشهاد في سبيل الله، إذ قامت المخابرات الروسية بالتعاون مع الصليبية العالمية بزرع شحنة ضخمة من المتفجرات في طريق سيارة الدكتور عبد الله عزام وهو ذاهب لأداء صلاة الجمعة بجامع «سبع الليل» في «بيشاور» يوم 25 ربيع الآخر 1410هـ - 26 نوفمبر 1989م، وانفجرت الشحنة، وتفجرت السيارة، ومات الشهيد عبد الله عزام واثنان من أولاده في هذه الحادثة الغادرة الآثمة، فرحمه الله - عز وجل - رحمة واسعة، وأجزل له المثوبة والعطاء.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply