اغتيال أحمد عبد الله رئيس جزر القمر


  

بسم الله الرحمن الرحيم

27 ربيع الآخر 1410هـ ـ 26 نوفمبر 1989م:

نالت جزر القمر استقلالها في 27 جمادى الآخرة سنة 1395هـ، واختير «أحمد عبد الله» كأول رئيس للبلاد بعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، وكانت جزر القمر مكونة من عدة جزر، وكانت سياسة أحمد عبد الله تدور في فلك الاحتلال الفرنسي والذي كان يهدف إلى قيام دولة اتحادية بجزر القمر، وهذا معناه أن تحتفظ كل جزيرة باستقلالها الذاتي, وبذلك تبقى «جزيرة مايوت» وهي الجزيرة التي صوت أهلها لصالح الانضمام إلى فرنساº تبقى تابعة لفرنسا، وبسبب هذه السياسة الموالية لفرنسا ارتفعت أصوات المعارضة الداخلية، وسرعان ما وقع انقلاب على حكم أحمد عبد الله، وأصبح الرئيس الجديد هو سعيد محمد جعفر، وطالب النظام الجديد بوحدة جزر القمر كلها, ولأن الوضع كان مضطرباً في البلاد فقد وقع انقلاب جديد بالبلاد قام به «علي صويلح» الذي خلع «سعيد جعفر»، وتولى مكانه وذلك كله سنة 1396هـ.

لم تنس فرنسا ما حدث لرجلها الرئيس السابق «أحمد عبد الله»، فأخذت تخطط وتدبر لعودته للحكم, وبالفعل وعن طريق مجموعة من المرتزقة الأوروبيين يقودها رجل فرنسي يدعى [بوب دينارد] حدث انقلاب ثالث في البلاد سنة 1398هـ وقتل «علي صويلح»، وعاد «أحمد عبد الله» إلى الحكم، وللتعمية تم تغيير اسم البلاد إلى جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية، وقد قامت منظمة الوحدة الإفريقية بطرد حكومة جزر القمر من المنظمة بسبب وجود المرتزقة الأوروبيين الدائم في البلاد.

تحول أحمد عبد الله إلى ديكتاتور لا يعارضه أحد، ولا يسمع لكلام أحد، وألغى منصب رئيس الوزراء، وأصبح هو المتصرف الوحيد في البلاد، فأخذت المحاولات الانقلابية تقوم عليه الواحدة تلو الأخرى مرة سنة 1401هـ، والثانية 1404هـ، والثالثة 1405هـ، والرابعة 1408هـ، ولكن كل هذا لم يزده إلا قوة وتمسكاً بالمنصب، حتى بدا له أن يتخلص من نفوذ المرتزقة الأوروبيين وقائدهم [بوب دينارد]، وتحكمهم في سوق توزيع المؤن، فأنشأ شركة وطنية لتوزيع الأغذية، وبدأ يتقرب من الشعب، وهذا ما عجل به، إذ قام المرتزقة الأوربيون باغتياله في قصره في يوم 27 ربيع الآخر 1410هـ، وتسلم السلطة الفرنسي «بوب دينارد»، وهكذا جرت السنة العادلة أنه من قَتل من أجل الدنيا فسيأتي عليه اليوم الذي سيُقتل أيضاً من أجلها([1]).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply