زواج علي بن أبي طالب بفاطمة رضي الله عنهما سنة 2هـ
سيدة نساء العالمين في زمانها، أم أبيها، بنت سيد الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين.
مولدها قبل المبعث بقليل وتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في ذي القعدة، أو قبيله، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد. فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وزينب، وأم كلثوم.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبها ويكرمها ويُسِرٌّ إليها. ومناقبها غزيرة. وكانت صابرة ديِّنة خيِّرة صيِّنة قانعة شاكرة لله. وقد غضب لها النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه أن أبا الحسن همَّ بما رآه سائغا من خِطبة بنت أبي جهل، فقال: والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بَضعَةٌ منِّي، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها فترك علي الخطبة رعاية لها. فما تزوج عليها ولا تَسَرَّى. فلما توفيت تزوج وتسرَّى -رضي الله عنهما .
ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنت عليه، وبكته، وقالت: يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. يا أبتاه، أجاب ربًّا دعاه. يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه .
وقالت بعد دفنه: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!.
أمر الحديبة آخر سنة 6 هـ
قال ابن إسحاق: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة شهر رمضان وشوالا، وخرج في ذي القعدة معتمرا، لا يريد حربا.
وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب، وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا البيت ومعظما له... وساق معه الهدي سبعين بدنة وكان الناس سبع مئة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة نفر.
وكان جابر بن عبد الله، فيما بلغني، يقول كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مئة.
قال الزهري في حديثه فلما اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه بديل بن ورقاء الخزاعي، في رجال من خزاعة، فكلموه وسألوه ما الذي جاء به؟ فأخبرهم أنه لم يأت يريد حربا، وإنما جاء زائرا للبيت ومعظما لحرمته ثم قال لهم نحوا مما قال لبشر بن سفيان فرجعوا إلى قريش فقالوا: يا معشر قريش، إنكم تعجلون على محمد إن محمدا لم يأت لقتال وإنما جاء زائرا هذا البيت فاتهموهم وجبهوهم وقالوا: وإن كان جاء لا يريد قتالا، فو الله لا يدخلها علينا عنوة أبدا، ولا تحدث بذلك عنا العرب.
ثم بعثوا إليه الحليس بن علقمة أو ابن زبان وكان يومئذ سيد الأحابيش، وهو أحد بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة ; فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله رجع إلى
قريش، ولم يصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إعظاما لما رأى، فقال لهم ذلك. قال فقالوا له اجلس فإنما أنت أعرابي لا علم لك.
عمرة القضية سنة 7 هـ قال نافع كانت في ذي القعدة سنة سبع وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر بعث السرايا وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ثم نادى في الناس بالخروج.
قال موسى بن عقبة: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العام المقبل من عام الحديبية معتمرا في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام حتى إذا بلغ يأجج وضع الأداة كلها الحجف والمجان والنبل والرماح ودخلوا بسلاح الراكب السيوف وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن العامرية فخطبها إليه فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب وكانت أختها أم الفضل تحته فزوجها العباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه فقال اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف ليرى المشركون جلدهم وقوتهم.
وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنقًا وغيظًا فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاثا فلما أصبح من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خرجت من أرضنا فقد مضت الثلاث فقال سعد بن عبادة: كذبت لا أم لك ليست بأرضك ولا أرض آبائك والله لا نخرج ثم نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حويطبا أو سهيلا فقال إني قد نكحت منكم امرأة فما يضركم أن أمكث حتى أدخل بها ونضع الطعام فنأكل وتأكلون معنا فقالوا: نناشدك الله والعقد إلا خرجت عنا فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا رافع فأذن بالرحيل وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل بطن سرف فأقام بها وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يمسي فأقام حتى قدمت ميمونة ومن معها وقد لقوا أذى وعناء من سفهاء المشركين وصبيانهم فبنى بها بسرف ثم أدلج وسار حتى قدم المدينة وقدر الله أن يكون قبر ميمونة بسرف حيث بنى بها.
وفاة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها سنة 59 هـ
السيدة المحجبة، الطاهرة هند بنت أبي أمية بن المغيرة، المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد، سيف اللهº وبنت عم أبي جهل ابن هشام.
من المهاجرات الأوائل. كانت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، الرجل الصالح. دخل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنة أربع من الهجرة. وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبًا.
وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين. عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، الشهيد، فوجمت لذلك، وغشي عليها، وحزنت عليه كثيرا. لم تلبث بعده إلا يسيرا، وانتقلت إلى الله. ولها أولاد صحابيون: عمر، وسلمة، وزينب. ولها جملة أحاديث.
عاشت نحوا من تسعين سنة.
وتوفيت سنة تسع وخمسين في ذي القعدة - رضي الله عنها - وأرضاها.
رجوع الحجر الأسود إلى مكانه سنة 339 هـ
في هذه السنة المباركة في ذي القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت وقد كان القرامطة أخذوه في سنة سبع عشرة وثلثمائة وكان ملكهم إذ ذاك أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسين الجنابي، ولما وقع هذا أعظم المسلمون ذلك، وقد بذل لهم الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا، وقالوا نحن أخذناه بأمره، فلا نرده إلا بأمر من أخذناه بأمره فلما كان في هذا العام حملوه إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من جامعها ليراه الناس، وكتب أخو أبي طاهر كتابا فيه إنا أخذنا هذا الحجر بأمر وقد رددناه بأمر من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم ثم أرسلوه إلى مكة بغير شيء على قعود، فوصل في ذي القعدة من هذه السنة ولله الحمد والمنة، وكان مدة مغايبته عنده ثنتين وعشرين سنة، ففرح المسلمون لذلك فرحا شديدا وقد ذكر غير واحد أن القرامطة لما أخذوه حملوه على عدة جمال، فعطبت تحته واعترى أسنمتها القرح ولما ردوه حمله قعود واحد ولم يصبه أذى.
وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - سنة 728 هـ هو حبر الأمة مقتدى الأئمة، حجة المذاهب مفتي الفرق أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية أدام الله بركته ورفع درجته وقد سمع من خلق كثير الحديث وقرأ بنفسه الكثير وطلب الحديث ولازم السماع بنفسه مدة سنين وقل أن يسمع شيئا إلا حفظه ثم اشتغل بالعلوم وكان ذكيا كثير المحفوظ فصار إماما في التفسير وما يتعلق به عارفا بالفقه فيقال إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره، وكان عالما باختلاف العلماء، عالما بالأصول والفروع والنحو واللغة وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية، وما قطع في مجلس مناظرة ولا تكلم معه فاضل في فن من فنون العلم إلا ظن أن ذلك الفن فنه ورآه عارفا به متقنا له، وفي ذي القعدة من هذه السنة كانت وفاته قدس الله روحه ورحمه الله.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد