أوراق متناثرة في تاريخ الصحافة الإسلامية.. ( 3 )


  

بسم الله الرحمن الرحيم

\"... صدر العدد الأول من مجلة \" الكويت \"، و تحت عنوانها كُتِبت عبارة: \" مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية - شهرية \"، و أفصح الشيخ في ديباجة هذا العدد عن منهجها الإصلاحي، و عن فحوى أبوابها في تعريف مختصر... \"

عندما تسمو الهمم، و ترتقي النفوس، و تهفو الأفئدة إلى معانقة ذُرى القمم، فإن العقبات ما تملك إلا أن تتضاءل، و المصاعب ما تلبث إلا أن تتلاشى و تذهبَ جُـفاءً، و ما أصدق القائل:

إذا صحّ عزم المرء فالبحر ضحضح *** و إن خـار، فالنـضح اليسيـر عـباب

و إذا ما أجال الإنسان بصره ذات اليمين و ذات الشمال، ارتدّ إليه طـرفه بِـصُـوَرٍ, مشرقةٍ, من الإنجازات الكبيرة التي كان وقودها و محرّكها الأوّل: علوّ الهمم، و سموّ النفوس.

و ما نحن بصدده من الحديث حول الشيخ المصلح الكويتي الكبير \" عبدالعزيز الرشيد \" - رحمه الله - ليس إلاّ أنموذجٌ واضحٌ، و برهانٌ لائحٌ لهذا الصنف النادر من الرجالº فقد طمح هذا الشيخ الجليل إلى إنشاء مجلة في وقت كان الجهل ضارباً بأطنابه بين ظهراني دولته \" الكويت \" و بقية دول الخليج العربي، حتى كان من يعرف القراءة و الكتابة يُعدّ أستاذاً جليلاً و صدراً مقدّماً في ذاك المجتمع البسيط الذي شَغَــلته قسوة الحياة، و معركة الصراع من أجل البقاء عن الاشتغال بطلب العلم و تحصيله، و إنزاله منزلته الحقّة.

لكن الشيخ عبد العزيز الرشيد صاحب الهمة العالية، و النفس الأبيّة التوّاقة و المتطلّعة لنهضة بلده و مجتمعه، لم تفتّ في عضده تلك العقبات، بل استصغرها، و اعتصم بحبل الله - تعالى -، و بذل ما لديه من أسباب متاحة، حتى كـلـّل الله جهوده بالنجاح فأنشأ أول مجلّة في الخليج العربي، و هي مجلّة: \" الكويت \"، مشيّداً بذلك حجر الأساس في البنيان الثقافي في دولة الكويت.

 

من هو الشيخ عبد العزيز الرشيد؟

وُلِد الشيخ الجليل عبد العزيز الرشيد في الكويت عام 1887 م، الموافق 135 هـ، في مِهاد أسرة متديّنة متوسّطة الحال، و لما كبر أدخله والده الكتّاب فحفظ كتاب الله - تعالى -.

و كان مشغوفاً منذ نعومة أظفاره بالعلم و الإطلاع، فسمح لها والده بحضور حلقة علاّمة الكويت الشيخ \" عبد الله خلف الدحيّان \" - رحمه الله - العامرة بدروس الفقه الحنبلي و النحو و غيرها، فاعتنى الشيخ به غاية الاعتناء، ذلك لما رآه عليه من أمارات النجابة و مخايل الذكاء، فمكث الولد عبد العزيز معه سنتين يغترف من هذا النمير العذب حتى اشتدّ عوده، ثم شرع في رحلته الطويلة في طلب العلم فشدّ الرحال إلى مدينة \" الزبير \" و \" الأحساء \"، ثم إلى بغداد و تلقّى العلم على يد علاّمة العراق \" محمود شكري الآلوسي \" و أخيه \" علاء الدين \" - رحمهما الله -، ثم إلى الشام و مصر و الحجاز.

 

إنشاء المجلة:

من خلال هذه الرحلات اتّسعت مدارك الشيخ، و اطّلع على الكثير من الأمور المستجدّةº و أدرك أهمية الصحافة و دورها الخطير في عملية الإصلاح و الرقيّ بأحوال المسلمين، فكتب الشيخ في العديد من المجلات و الصحف. ثم رأى إنشاء مجلة في الكويت تساهم في نهضة هذا البلد الذي كان حينذاك في مسيس الحاجة إلى وسائل الإصلاح و أساليب الرقيّ الحضاري.

و لكن العقبات الحائلة دون ذلك كانت كثيرة و مثبـّطة، بيد أنها بفضل من الله - تعالى -تبدّدت عندما عرض هذا المشروع على الشيخ الفاضل \" يوسف بن عيسى القناعي \" - رحمه الله - الذي شجّعه و شدّ من أزره، فنفخ بتشجيعه هذا روح الإصرار و قبول التحدّي في نفس الشيخ عبد العزيز الرشيد، فبادر الأخير بعرض هذا الأمر على أمير الكويت آنذاك الشيخ \" أحمد الجابر الصباح \" - رحمه الله -، فقابله بالموافقة و التشجيع شريطة أن يُطـِلعه على أوّل عدد من هذه المجلة قبل السماح له بطباعتها، و بعد الموافقة أصدر أمراً بتعيين الشيخ الفاضل يوسف القناعي مراقباً على المجلة، و انحلّت بهذا أولى العقبات.

أما العقبة المادية فقد تجاوزها الشيخ عندما وفّـر بعض المال من تجارته الخاصة، تكفي لطباعة العدد الأوّل من المجلة، فطبع الشيخ مجلته التي أطلق عليها اسم \" الكويت \" في المطبعة العربية التي يملكها الأستاذ \" خير الدين الزركلي \" في مصر، و شُحِنت المجلة، وبعد أسبوعين وصل العدد الأول إلى الكويت عن طريق البحر، و كان ذلك في رمضان من عام 1246 هـ، الموافق مارس 1928 م.

و لم تكن المجلة تُباع أعداداً متفرّقة في السوق، بل تعتمد على نظام الإشتراكات السنوية السائد آنذاك.

 

موضوعات المجلة:

صدر العدد الأول من مجلة \" الكويت \"، و تحت عنوانها كُتِبت عبارة: \" مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية — شهرية \"، و أفصح الشيخ في ديباجة هذا العدد عن منهجها الإصلاحي، و عن فحوى أبوابها في تعريف مختصر بكل باب و هي: الدين، و ردّ الشبهات على الدين، و الأخلاق، و القديم و الجديد، و الأدب، و التاريخ، و التراجم، و الفتوى، و اللغة، و متفرقات الفوائد، و التقريظ و الإنتقاد.

فاتخّذت المجلة في موضوعاتها طابعاً متنوّعاً و ضارباً في كل غنيمة معرفية بسهم، حتى وصفها الدكتور محمد حسن عبد الله بقوله: \" يمكن تصنيفها كمجلة ثقافية تعني بقضايا العصر بصفة عامة، فهي من نوع مجلة الهلال في مصر مثلاً، و إن كانت صلتها بالدين و التراث أكثر أصالة و وضوحاً \". ا هـ.

و كان الشيخ عبد العزيز الرشيد - رحمه الله - يمتاز بثقافة موسوعية، علاوةً على تمكّنه من الأساليب الكتابية الرفيعة سواء كان ذلك نثراً أم شعراً، فـيـرفد موادّ المجلة بهذا المواهب التي ظهرت آثارها جليّة على صفحاتها، لكونه هو الذي يقوم بنفسه بتحرير جميع أبواب المجلة في أعدادها الأولى، ثم ساهم معه بعض الكُتّاب لاحقاً ممن استقطبهم من العلماء و الدعاة و الأدباء من جميع أنحاء العالم العربي، منهم على سبيل المثال: محمد رشيد رضا، و محمود شكري الآلوسي، و عبدالقادر المغربي، و عبدالعزيز الثعالبي، و محمد الخضر حسين، - رحمهم الله - تعالى -، و غيرهم كثير.

 

المجلّة و قضيّة الإلحاد:

تناولت المجلة الكثير من القضايا و ذلك لتنوّع أبوابها و اهتماماتها كما رأينا، و هنا سنركّز على أبرز القضايا التي اهتمّت بها المجلة لا سيّما تلك التي تندرج أساليب معالجتها داخل الإطار الشرعي، و على رأسها قضية: \" الإلحاد \"º فقد انشغلت المجلة بهذه القضية و أولتها أهميةً بالغةً، و هذا في واقع الأمر يعكس درجة الوعي التي كان يتمتّع بها الشيخ - رحمه الله -º إذ كان الإلحاد في ذلك الوقت في بداية سريان سمومه في جسد الأمة، عن طريق الكثير ممن طُمس على قلوبهم و أبصارهم من أبناء المسلمين، فجعلوا يشيعون هذه الجرثومة الخبيثة و ينشرونها بما أوتوا من مواهب بيانية و عقلية، فكان لزاماً على المخلصين من أبناء الإسلام التصدّي لهذا المدّ الجارف بكل و سيلةٍ, متاحة، و كشف عواقبها الوخيمة على الدين و الأخلاق.

فنجد هنا أن الشيخ قد خصّص أوّل موضوع في المجلة لهذه القضية، و كان بعنوان: \" الدين، مزاياه و كونه ضروريّاً \"، ثم دأب على نشر كتاب علامة الشام جمال الدين القاسمي - رحمه الله - الموسوم بـ \" دلائل التوحيد \" في المجلّة منجّماً على حلقات، و قد تولّى القاسمي في هذا الكتاب الردّ على شبهات الملحدين و تفنيدها بأدلة كلامية جدلية.

و إلى جانب هذا خصّص موضوعاً للنقاش بعنوان: \" أي العقيدتين ستنتصر في هذا العصر أعقيدة التديّن أو الإلحاد؟ \" فكانت الردود القيّمة من الكُتّاب و المفكّرين و العلماء تنهال عليه بما يشفي الغـليل، و يكشف زيف الإلحاد، و هشاشة مبادئه.

و في باب رد الشبهات على الدين تطرّق الشيخ - رحمه الله - إلى الدفاع عن السنة النبوية ضد مطاعن المستشرقين و أذنابهم، و بخاصة ما يثيرونه حول حجّـية الحديث النبوي و التشكيك في صحّته، فناقش هذه القضية و فنّد شبهات أصحابها منبّهاً على خطورة هذه القضية و مجافاتها لروح البحث العلمي، إذ يقول: \" الحديث أو السنة هي أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - و أفعاله و تقريراته، و قد أجمع علماء الإسلام على وجوب العمل بما صحّ منها، و الأخذ بما ترمي إليه في كل أمر و لم يخالف في ذلك إلا من لا يُـعتدّ به من المنتسبين إلى الإسلام ظاهراً، و قد أضمر في باطنه له البغض و العداء، و ما زال أمثال أولئك الشذّاذ يظهرون في كل عصر و مصر، و يجاهرون بمثل هذا الرأي السمج بدون خجل و لا حياء \". ا هـ.

ثم يسوق - رحمه الله - شبهاتهم، و يكرّ عليها بالإبطال بحجج قوية و متينة مستنداً على ثقافته الشرعية الثريّة، و منهجه السلفي الواضح البيّن.

 

قضيّة تغريب المرأة و إفسادها:

و من القضايا المهمّة التي تناولها الشيخ بالتحليل و المتابعة في مجلّته قضيّة: الحجاب و الدعوة إلى السفور، فقد وقف بالمرصاد لمحاولات نزع حجاب المرأة المسلمة، و إخراجها من فطرتها لتزاحم الرجال فيما اختصّهم الله - تعالى -به، و نبذ ما قد خلقها الله - تعالى -لأجله من رعايةٍ, للأولاد و تنشئةٍ, للأجيال المسلمة.

و اهتمامه بهذه القضية كان دليلاً آخر على وعيه و إحاطته بما يجري في العالم الإسلامي من مكائد و دسائس، رغم أن بلده الكويت كانت بعيدة آنذاك عن حبائل هذه الدعوة الخبيثة، إلا أن الشيخ كان يحمل همّ الأمّة بأسرها و لم ينكفيء على قضايا بلده.

و من جهة أخرى يُحسب له هذا النذير كإحراز قصب السبق في دقّ ناقوس الخطر من بوادر تغريب المرأة الكويتية خصوصاً، و الخليجية عموماً.

و هو في نقاشه لدعاة السفور و نزع الحجاب لم تكن تأخذه غُـلواء الردود و فرط الحماس للرأي، فيفقد رجاحة العقل و معايير الإنصاف و العدل، بل كان يُقرّر حقّ المرأة في التعلّم و التهذيب و لكن بما يتوافق مع فطرتها، و خصوصيّـتها الأنثوية، يقول: \" و بعد، فنحن و إن كنا من خصوم سفور المرأة و كشف الحجاب، فلسنا من خصوم تعليمها و تهذيبها، كيف و نحن نرى العلم في الشرع الإسلامي فرضاً على كل مسلم و مسلمة، و نراه فوق هذا زينة لكلا الجنسين؟ نعم نراه كذلك إلا أن للرجل نصيباً منه لا يسوغ للمرأة مشاركته فيه، و للمرأة منه نصيباً منه لا يسوغ لها تعدّيه. يجب عليها قبل كلّ شيء الاشتغال بما يصلح دينها و عقيدتها و ما ينعم بيتها و أولادها، و ما يهذّب آدابها و أخلاقها مما لا يخرجها عن طبيعتها و لا يبعدها عما خُلِقت له أو يشغلها عن واجبتها الضرورية. \" أ هـ.

و في باب التقريظ والانتقاد كان يتابع أحدث الكتب المتعلّقة بهذه القضية، و منها على سبيل المثال كتاب \" المرأة بين الماضي و الحاضر \"، لمحمود أفندي خيرت، و كتاب \" المدنية و الحجاب \"، لسليم أفندي حمدان.

و يورد أحياناً مقالاتٍ, مترجمةً لبعض رجال الفكر الغربيين و شهاداتهم في قضايا المرأة و انحرافها و ما آل إليه أمرها في مجتمعاتهم.

و قد كان الشيخ - رحمه الله - يتبنى أسلوباً معيّناً في الردّ على المخالف المكابر، فلا يذكر في مناقشته شيئاً من النصوص الشرعية التي لا ينقاد لها المكابرون، بل يورد أقوال من هم في موضع التوقير و الإحترام عند المخالف، حتى تكون الحجة أبلغ، و تقطع على الخصم سُبـُل الإلتفاف و المناورة، إذ يقول: \" و لو كان من نخاطبهم اليوم في شأنهم من الإنصاف في شيء لاكتفينا معهم بسرد ما قال الله و رسوله - عليه السلام - و ما قاله علماء الإسلام في أمرها، و لكنهم و هم لا يحترمون إلا آراء أمثال أولئك الحكماء و الفلاسفة فقد رأينا من الحكمة برّاً بوعدنا السابق أن نخاطبهم بلسانهم و أن نعرض عليهم آراءهم فيما ننعـيه من آثار سيئة في الفرد و المجتمع و ما تجرّه من مصائب على عشّاقها \". ا هـ.

 

الصراع بين القديم و الجديد في الأدب:

و من القضايا التي شغلت المجلّة قضيّة: الصراع بين القديم و الجديد في الأدب، و في واقع الأمر كان الاهتمام بتلك القضية رجعَ صدى للمعركة الدائرة في مصر، و التي انقسم حولها الأدباء إلى فريقين: الأول: بزعامة الأديب \" مصطفى صادق الرافعي \" - رحمه الله -، و الثاني: بزعامة \" سلامة موسى \"، فانحاز الشيخ — بطبيعة الحال — إلى صفّ مصطفى صادق الرافعي الذي يمثّل أصالة الأدب العربي و المحافظة على تراثه و عراقته، و وقف في وجه سلامة موسى و محاولاته انتقاص الأدب العربي و الحطّ من قيمته، و ناقش الشيخ - رحمه الله - بعضاً من أدلة سلامة موسى مناقشةً موضوعيةً تنمّ عن علوّ كَعـبٍ, في قضايا الأدب و الفكر مع إلمامٍ, بالمتغيّرات، فمثلاً عالج قضية الحرية التي طرحها موسى كحجة في تبرير الخروج على قوانين الأدب و رسومه، فقال معقّباً على كلام سلامة موسى: \" إذا كانت الحرية التي يتطلّبها للأدب هي أن يأخذ أبناؤه من كل أدب قديماً أو حديثاً و أن لا يجمد على استعمال قوانينه القديمة التي استبان عوارها لأهل البصر و الفكر، و أن يتدرّجوا فيه كما يتدرّجون في شئونهم الحيوية، و أن يقتبسوا من أدب مجاوريهم ما يزيده بهاءً و جمالاً … إذا كان سلامة يريد هذا فإنا نعاهده على الدعوة إليه و على السير في سبيله … و لكن الذي يحزننا و (ياللأسف) أن (حضرته) يريد بالحرية للأدب ما هو أوسع مما سمعت، يريد أن يكون أدب البشر أحطّ من أدب الحيوانات العُجم، و أن يرجع إلى الوراء خطوات واسعة لا تُحصى، يريد أن يجري الأديب لمسافة في كل موضوع بحريّة لا قيد فيها و لا شرط، فيصوّر ما يخالج ضميره من إلحاده و زندقته و آرائه المتطرّفة و أفكاره السقيمة كما يهوى و يشاء، و أن يرسم بريشة قلمه من المهازل و الصور و الأوصاف ما يندى له حتى جبين المعتوه عرَقاً \". انتهى بتصرّف.

و إلى جانب هذا الجدل حول القديم و الحديث زخرت المجلة بإبداعات شُعراء شتىّ من الكويت و الخليج العربي و الجزيرة العربية، نشروا الكثير من إنتاجهم الأدبيّ خلال هذا النافذة التي أشرعها لهم الشيخ عبد العزيز الرشيد ليتعرّف العرب على الإنتاج الأدبي و العلمي لإخوانهم في هذه البلاد التي تكاد تكون معزولة عنهم، و نذكر منهم: صقر الشبيب، و خالد الفرج، محمود شوقي الأيوبي، و محمد بن عثيمين، و عبد الله العبد القادر الإحسائي، و محمد الفراتي، و عبدا لمحسن أبا بطين، و غيرهم الكثير ممن كانت المجلّة توثيقاً و تخليداً لأعمالهم الأدبية.

 

نهاية المجلة:

توقّفت المجلة بعد عامين من صدورها، و بعد أن أكملت عشرين عدداً في مجلّدين، و كان هذا التوقّف المفاجيء و المؤلم لمحبّي المجلة و متابعيها بسبب سفر الشيخ عبد العزيز الرشيد إلى أندونيسيا من أجل الدعوة و التدريس في تلك البلاد، و لبث الشيخ فيها يمارس أنشطة الدعوة و التدريس و الصحافة حتى توفّاه الله - تعالى -عام 1937 م، بعد حياة حافلة و زاخرة بالعطاء الدعويّ السخيّ.

و بالرغم من قِصَرِ عُمر مجلته الكويت إلا أنها كانت ذا أثرٍ, كبيرٍ, و ملموسٍ, في مسيرة الصحافة الكويتية خصوصاً، و الصحافة الإسلامية عموماً. و المُطالع لتقاريظ كبار رجال العلم و الفكر و الأدب المنشورة في المجلة سيلمس حقيقة حجمها الكبير، و أثرها الفاعل في العالم العربي.

فرحم الله - تعالى -الشيخ رحمة واسعة و رفع مكانته في عليين على ما قدّم من نصرةٍ, للدين، و خدمةٍ, لبلده و مجتمعه، و الله - تعالى -وليّ التوفيق.

 

 

------------------------------------------

المراجع:

1 — أعداد \" مجلة الكويت \" مارس 1928 — مارس 193 م، أصدرها الشيخ عبد العزيز الرشيد، تصوير و نشر دار قرطاس.

2 —\" الشيخ عبد العزيز الرشيد، سيرة حياته \"، د. يعقوب الحجي، مركز البحوث و الدراسات الكويتية، 1993 م.

3 — \" صحافة الكويت، رؤية عامة بين الدوافع و النتائج \"، د. محمد حسن عبد الله، منشورت مجلة دراسات الخليج و الجزيرة العربية، 1985 م.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply