مذبحة المماليك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

5 صفر 1226هـ ـ 1 مارس 1811م

عندما وصل «محمد علي» لسدة الحكم في مصر أخذ في التخلص من كل القوى المنافسة له، حتى تلك التي وقفت بجانبه وساعدته للحصول على هذا المنصب الخطير مثل العلماء ومشايخ الأزهر، والحامية الألبانية الذي هو واحد من أفرادها، ولكن كان أقوى خصوم محمد علي وأشدهم تهديداً هم المماليك حكام مصر قبل فتح العثمانيين لمصر، وولاة الأقاليم بعد الفتح العثماني.

ولقد حاول «محمد علي» التخلص منهم عدة مرات[1] ولكنه فشل لكثرتهم، وتخوفهم منه، واتباعهم لأسلوب الكر والفر، وكان «محمد علي» داهية شديد الذكاء، لا يبالي بأي وسيلة حقق هدفهº لذلك لجأ إلى مكيدة شريرة، حيث استغل مناسبة خروج «إبراهيم باشا» ولده على رأس حملة كبيرة للقضاء على الدعوة السلفية بنجد والحجاز، وأعد وليمة كبيرة دعا لها قادة المماليك وكبراءهم، وفرسانهم وأبطالهم وذلك بالقلعة الشهيرة بالقاهرة، وذلك يوم الجمعة الموافق 5 صفر 1226هـ ـ 1 مارس 1811م.

ولما اكتمل دخولهم للقلعة انهال عليهم الرصاص من كل مكان، فقتلوا جميعاً ما عدا «أمين بك» الذي قفز بفرسه من على سور القلعة فنجا وهرب، ثم انطلق الجنود بعد ذلك إلى بيوت المماليك وأحياءهم يقتلون من يجدونه، وهكذا استطاع محمد علي وبأخس وأقذر وسيلة أن يتخلص من المماليك، وهكذا سلط الله - عز وجل - الظالمين بعضهم على بعض بما كسبت أيديهم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply