بسم الله الرحمن الرحيم
27 شعبان 1383هـ ـ 12 يناير 1964م
تقع جزيرة زنجبار على الساحل الشرقي للقارة الإفريقية وهي جزء الآن من دولة تنزانيا، وقد دخلها الإسلام مبكرًا مع حركة التجارة مع الخليج العربي والقادمين من الشمال، ولقد احتل البرتغاليون زنجبار سنة 909هـ، وجعلوها مستعمرة برتغالية وشحنوها بالسلاح والعتاد، لتكون نقطة انطلاق للإغارة على الخليج العربي وذلك لتنفيذ خطتهم الشريرة باحتلال المدينة النبوية ومكة، ولكن تصدي العثمانيون للبرتغاليين أحبط كثيرًا من مخططاتهم، إضافة للمنافسة الإنجليزية الشديدة على مناطق النفوذ، جعل النفوذ البرتغالي يقل في المنطقة شيئًا فشيئًا حتى استطاع سلطان عمان (سيف بن سلطان) الملقب بـ «قيد البحر» أن يقضي على نفوذ البرتغاليين تمامًا من «ممباسا» شمالاً حتى شمالي موزمبيق جنوبًا سنة 1110هـ ـ 1699م، ومن يومها أصبحت زنجبار تابعة لعمان.
أصبحت زنجبار عاصمة عمان سنة 1248هـ ـ 1832م في عهد سلطان عمان «سيد بن سعيد» فقويت الأسرة العربية الحاكمة في زنجبار وما حولها، ولما تولى ولده «ماجد» حكم زنجبار نقل العاصمة إلى مدينة دار السلام على الساحل ليتوغل الدعاة المسلمون إلى الداخل، وقد استطاع «ماجد بن سعيد» أن يمد سلطانه إلى قلب الكونغو، ولكن مع ضعف المسلمين ونشاط الحركات الاستعمارية في أوروبا أصبحت زنجبار محمية بريطانية سنة 1308هـ مع الإبقاء على سلطان الأسرة الحاكمة من عمان.
أخذ الإنجليز في تأليب الأفارقة على العرب وتصويرهم في شكل الغزاة الذين احتلوا البلاد، وأن العرب يختلفون عن الأفارقة في اللون وفي اللسان وفي الدين، وكان سكان زنجبار أخلاطًا منهم إيرانيون بنسبة كبيرة «شيرازيون» ومنهم هنود ومنهم أفارقة ومنهم العرب أيضًا، هذا غير أعداد كبيرة من الأوروبيين جاءوا مع الاستعمار، وقد انسحب الإنجليز من الجزيرة بعد أن أثاروا فيها فتنة عمياء بين الشيرازيين والأفارقة من ناحية والعرب من ناحية أخرى.
وفي 27 شعبان 1383هـ ـ 12 يناير 1964م وقع انقلاب في زنجبار على سلطان الجزيرة العربي «جلمشيد بن عبد الله خليفة» قاده الحزب الأفرو ـ شيرازي، ووقعت مذبحة مروعة راح ضحيتها 16 ألف عربي، لأن الانقلابيين عدٌّوا العرب غزاة ومستعمرين، كما قتل أيضًا 54 ألف مسلم بوسائل غربية منها إغراق 6 آلاف في البحر دفعة واحدة، والعجيب أن الذي قام بذلك من الأفارقة والشيرازيين من المسلمين أيضًا وهي المصيبة بعينها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد