وفاة الخليفة العباسي القائم بأمر الله 13 شعبان 467هـ


 

بسم الله الرحمن الرحيم

13 شعبان 467هـ - 3 أبريل 1075م

هو الخليفة العباسي السادس والعشرون في ترتيب خلفاء الدولة العباسية أبو جعفر عبد الله القائم بأمر الله، المولود سنة 391هـ ببغداد أيام خلافة أبيه «القادر بالله»، وقد تولى الخلافة سنة 422هـ بعد وفاة أبيه، وشهد عهده تحولات عالمية خطيرة أثرت على خريطة العالم الإسلامي والخارجي على حد السواء.

أولى هذه الأحداث العالمية هو سقوط الدولة البويهية الشيعية التي ظلت تتحكم في مقاليد الخلافة قرابة المئة سنة، وأضعفت شأن الخلافة العباسية جداً، وأضاعت هيبة الخلفاء، وكان هذا السقوط سنة 435هـ، ثم تلى هذا الحدث الخطير ظهور قوة السلاجقة وهم الأتراك الغزاة الذين دخلوا في الإسلام، وصاروا قوة إسلامية سنية فتية، نصرت الإسلام، وأعادت للخلافة العباسية السنية مكانتها وهيبتها، ومثلت هذه القوة تهديداً قوياً وخطيراً للدولة الفاطمية الشيعية خاصة بعد أن نجح السلاجقة في ضم الشام، وطرد الفاطميين منها.

ومن أخطر الأحداث التي وقعت في عهده هي محاولة الفاطميين القضاء على الخلافة العباسية السنية وذلك سنة 450هـ عندما نجح داعية الفاطميين «البساسيري» في احتلال بغداد، والقبض على الخليفة «القائم بأمر الله» ونقله إلى مدينة «حدثية» حيث ظل منفياً بها طيلة عام كامل، حتى نجح «طفرليك» السلجوقي في قتل «البساسيري»، وإعادة الخليفة لمنصبه.

ومن الحوادث الخطيرة التي وقعت في عهده أيضاً المجاعة العامة التي ضربت مصر أيام الخليفة الفاطمي المستنصر لمدة 7 سنوات، والتي عرفت باسم الشدة المستنصرية، والتي كانت من أولى وأهم أسباب زوال الدولة الفاطمية بعد ذلك، أما أخطر الحوادث التاريخية على الإطلاق في عهد القائم بأمر الله فهي معركة ملازكرد الكبرى سنة 463هـ، والتي وقعت بين السلاجقة بقيادة السلطان «ألب أرسلان» وبين البيزنطيين بقيادة رومانوس الرابع، والتي أدت إلى تحطم معظم قوة الدولة البيزنطية، وخروجها من حلبة الصراع مع المسلمين، وأدت لنتائج خطيرة أخرى منها انسياح المسلمين السلاجقة في قلب آسيا الصغرى، ومنها إلى شرق أوروبا، وأدت فيما بعد ذلك بقليل لبدء الحملات الصليبية على الشام.

وقد توفي القائم بأمر الله في 13 شعبان سنة 467هـ بعد أن تولى قرابة الخمسة والأربعين سنة، وكان هو في نفسه صالحاً صواماً قواماً صاحب عقيدة صحيحة، كثير الصدقات مع زهد وتواضع خاصة بعد أن عاد للخلافة سنة 451هـ من المنفى، حيث لم ينم بعدها على فراش، إنما على سجادة صلاته من قيام الليل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply