بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الكبير، شيخ المشرق، سيد الحفاظ، المجتهد المطلق أبو يعقوب إسحاق بن راهويه، ومعنى راهويه أي المولود في الطريق، لأن أباه ولد في طريق مكة، وإسحاق بن راهويه هو أمير المؤمنين في الحديث بلا مدافعة، ولد سنة 163هـ بخراسان، ثم انتقل إلى العراق وهو شاب، ثم سكن نيسابور، وساد أهل زمانه بعلمه وحفظه للحديث حتى قيل لو أن الحسن البصري وسفيان الثوري والحمَّادين على قيد الحياة لاحتاجوا لعلمه، وكان نظير الإمام أحمد بن حنبل.
كان إسحاق بن راهويه أحفظ أهل الأرض، يقول عن نفسه: «ما سمعت شيئاً إلا وحفظته، ولا حفظت شيئاً قط فنسيته»، وكان يحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب، وأملى مرة التفسير عن ظهر قلبه بأسانيده كلها، وكان وجوده مع أحمد بن حنبل في عصر واحد من نوادر الدهر، فكلاهما أحفظ وأثبت الناس في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كان إسحاق بن راهويه على عقيدة السلف الصالح، وممن ابتلوا في أحداث المحنة، وكان يعظم قدر الإمام أحمد وثباته في هذه المحنة، ويوافقه في باب العقائد على كل المسائل، ولكن كان يخالفه في بعض مسائل الفقه، وقد مات - رحمه الله - في 14 شعبان سنة 238هـ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد