وفاة الزعيم الهندي أبو الكلام أزاد


  

بسم الله الرحمن الرحيم

3 شعبان 1377هـ ـ 22 فبراير 1958م:

الزعيم الهندي الشهير، وأحد قادة الثورة الهندية ضد الاحتلال الإنجليزي، أبو الكلام أزاد وهذا لقبه، أما اسمه الحقيقي فهو «خير الدين أسعد»، وُلد سنة 1306هـ - 1888م بالحجاز، ذلك لأن أسرته كانت مشهورة بجهاد الإنجليز، وقد اشترك أبوه في ثورة الهند الكبرى سنة 1273هـ - 1857م، وبعد فشل هذه الثورة هرب إلى الحجاز، وتزوج هناك من سيدة عربية فولدت له «خير الدين».

انتقل أبو الكلام من الحجاز إلى القاهرة، ودرس بالأزهر، وتوسع في العلوم الشرعية، ثم عاد إلى الهند ليواصل رحلة الكفاح والجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي وذلك سنة 1330هـ - 1912م فأنشأ عدة صحف مثل «الهلال»، و«البلاغ»، وجعل هذه الصحف منبراً له ولآرائه هو وغيره من قادة التحرر، ودعا صراحة في سنة 1332هـ - 1914م عند اندلاع الحرب العالمية الأولى إلى مقاطعة الهنود كلهم للانضمام للجيش الإنجليزي فقبض عليه الإنجليز، وألقوا به في غياهب السجون لأربع سنوات، وله مرافعة شهيرة بليغة يوم محاكمته، وكان أبو الكلام متأثراً بشيخ الهند المجاهد «محمود الحسن» أول من دعا لمقاطعة الإنجليز قبل «غاندي» بسنين طويلة.

عند قدوم أبي الكلام أزاد للهند وجد حزب المؤتمر الذي يضم خليطاً من المسلمين والهند المطالبين باستقلال الهند فانضم إلى الحزب، وكان انضمامه قوة للحزب، وزخماً على ساحة الأحداث، وعندما سقطت الخلافة الإسلامية العثمانية قاد أبو الكلام أزاد مظاهرات عارمة بالهند ضد الإنجليز لدورهم في إسقاط الخلافة.

كان المسلمون في الهند يمثلهم اتجاهان: الأول يرى ضرورة قيام كيان خاص بالمسلمين منفصل عن الهندوس ويمثل هذا الاتجاه محمد إقبال ومحمد علي جناح، الثاني يرى ضرورة استقلال الهند عن الإنجليز وبقاءها وحدة واحدة تضم المسلمين والهندوس ويمثل هذا الاتجاه أبو الكلام أزاد، حين ذاكر، أبو الأعلى المودودي، لذلك ظل أبو الكلام أزاد يعمل في حزب المؤتمر رغم انشقاق كثير من المسلمين عنه، وانضمامهم لحزب الرابطة الإسلامية مع «جناح».

اشترك أبو الكلام أزاد في تأسيس كلية «ديوبند» الإسلامية، وتولى وزارة المعارف في أول حكومة هندية بعد الاستقلال، وأصبح رئيساً لحزب المؤتمر لما اشترك في الهيئات الدولية وترأس الاجتماع التاسع لهيئة اليونسكو، وقد توفي أبو الكلام أزاد في 3 شعبان 1377هـ - 22 فبراير 1958م.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply