الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فعندما كنت أتابع أخبار إخواننا من المجاهدين في أرض العزة والكرامة والإباء، أرض الفلوجة الشماء، لفت نظري خبر، جعلني أقول ما أشبه الليلة بالبارحة، والأمس باليوم، إنه خبر: (أن 85% من الحرس الوطني الذي يتربص بالفلوجة من الشيعة)، وما حصل في (البرلمان البحريني يوم الثلاثاء26/9/1425هـ من رفض الشيعة من إصدار بيان يدين اقتحام قوات الاحتلال الأمريكية لمدينة الفلوجة العراقية). كل هذا جعلني أتأمل في هؤلاء الخشبية(1) الذين تركوا الجهاد ضد اليهود والنصارى وأشهروا سيوفهم على أهل السنة والجماعة، بل يرون قتل أهل السنة والإثخان فيهم من أعظم القرب التي يتقربون بها.
وهذا ليس بغريب عليهم وهم من أجدادهم أبي طالب ابن العلقمي، ونصير الشيطان الطوسي، والفخر محمد بن يوسف الكنجي، ومحمد بن الحسن ابن طاووس الحلي، ودورهم في خذلان الإسلام، وتمكين اليهود والنصارى من بلاد المسلمين.
فهم كما قال بعض العلماء: (إنهم بذرة نصرانية، غرستها اليهودية، في أرض مجوسية) فهؤلاء الشيعة الباطنية بذرة نصرانية، فعبد الله بن سبأ اليهودي كان من يهود اليمن وهم طائفة من يهود الحبشة في الأصل \"الفلاشا\" وكانوا متأثرين إلى حد كبير بالنصرانية، وكان يريد أن يضاهي ما فعله \"بولس شاؤون\" الذي هدم دين النصاري بالغلو في المسيح وادعاء أن الله حلَّ فيه، وأنه إله، فادعى هو مثل ذلك في علي بن أبي طالب رضي الله - تعالى -عنه، وكان ظهور هذه الديانة في تلك البلاد المجوسية أرض أتباع الدجال، حيث تظهر الفتن، ويظهر قرن الشيطان.
فإليك شيئاً من تاريخهم المظلم في خذلان الإسلام، وتمكين اليهود والنصارى من بلاد المسلمين:
ـ فهذا ابن العلقمي، من أدخل \"التتار\" إلى بلاد الإسلام، حتى عاثوا فيها الفساد، وأتوا على الأخضر واليابس، فأهلكوا الحرث والنسل، واستباحوا بيضة المسلمين، واسقطوا الخلافة الإسلامية في ذلك الحين، فكانت فاجعة \"التتار\" وهمجية \"المغول\" من أعظم ما بُلي به المسلمون، ولعل الذين عاشوا محنتها من المسلمين كانوا يظنون فيها نهاية للإسلام والمسلمين. وكان مما فعله المغول في بغداد: أنه كان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الحانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار. ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أماناً، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم. وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط أسمائهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل، منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف.
ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعاً منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضية، وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، والله غالب على أمره، وقد رد كيده في نحره، وأذله بعد العزة القعساء، وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيراً للخلفاء، واكتسب إثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والأطفال، فالحكم لله العلي الكبير رب الأرض والسماء. (البداية والنهاية13/234).
ـ وهذا نصير الشيطان الطوسي كان مبعوث \"هولاكو\" إلى الحلة، وحين عاد هولاكو إلى بغداد كان الطوسي مع ابن العلقمي في صحبته.
وذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى - دور الطوسي مع التتر في محنة بغداد فيقول ـ إثر حديث عن الرافضة عموماً ـ: (ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة، النصير الطوسي وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى اشتفى هوº فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه). (إغاثة اللهفان 2/263).
فهؤلاء الأرجاس هم أشد على الإسلام من اليهود والنصارى، يقول بعض المؤرخين: (ما بين مبعث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وخروج الدجال أعظم وأشد على الإسلام من الباطنية). وصدق وأيم الله.
ـ وهذا مجرمهم السفاح السفاك أبو طاهر القرمطي الذي استباح الحرم، وقتل من المسلمين الآلاف وهم يطوفون ويصلون في بيت الله الحرام، ولا يكفيه ذلك بل يجلس على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: (أنا الله وبالله، أنا أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا)، فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يُجدي ذلك عنهم شيئاً، بل يقتلون وهم كذلك.
فلما قضى القرمطي ـ لعنه الله ـ أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثير منهم في أماكنهم من الحرم، وفي المسجد الحرام. ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة، وذلك المدفن والمكان، ومع ذلك لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لأنهم محرمون شهداء في نفس الأمر.
وقام هذا الخبيث بعد ذلك بهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار، فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقَّل في يده وقال: (أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟) ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة حتى ردّوه. (البداية والنهاية11/171-172).
ـ وهذه الدولة العُبَيدة الرافضية الباطنية المسماة زوراً \"بالفاطمية\" وخبرها ليس عنك ببعيدº فهذا المنصور بن العزيز الملقب زوراً ب(الحاكم بأمر الله) يأمر بحرق القاهرة على المسلمين، فيهب السكان للدفاع عن أنفسهم، وقاتلوا عبيد الحاكم وجنوده قتالاً شديداً، والنار تلتهم المساكن، ويخرج الحاكم كل يوم ينظر ويبكي ويقول كذباً: (من أمر العبيد بهذا؟ وكان يظهر التنصل، وكأنه يريد الفصل بين الفريقين. (الروضتين في أخبار الدولتين ص: 201).
وهذا معد بن إسماعيل الملقب ب(المعز) من حكام الدولة العبيدية، قد عاهد قائده (جوهر) أهل مصر على ترك الحرية لهم في بقائهم على السنة، ولكن لما دخل جيش (المعز) وتمكن من مصر، لم يف بهذا العهد بل جد الفاطميون في تشييع مصر وقتل العلماء والدعاة والتضييق عليهم، وهذا المعتز هو من أمر بقتل العالم أبي بكر النابلسي. وقد جرى بين (المعز) والإمام النابلسي هذا الحوار:
قال المعز: أنت تقول: لو معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة والمصريين (العبيديين) بواحد. فقال النابلسي: لا، بل لرميتكم بتسعة ورميت الروم بواحد.
قال المعز: ولم؟ قال النابلسي: لأنكم غيرتم دين الأمة وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية. فضُرب هذا العالم الصادق بالسياط، ثم سلخ جلده، سلخه يهودي ثم قتله.
ومن العلماء الذين قتلوا على أيديهم: محمد بن الحُبلى قاضي مدينة برقة. (السير15/374).
وأبو البردان الإمام تلميذ أبي عثمان الحداد كان بارعاً في العلم - رحمه الله تعالى -. (السير14/216).
وابن خيرون الإمام أبو جعفر محمد بن خيرون المعافري، أمر بأن يداس حتى الموت وذلك بسبب جهاده وبغضه للعبيديين. (السير14/217). وغيرهم كثير فلعنة الله على الظالمين.
فبعد هذا العرض الموجز لبعض أعمال هؤلاء الأعداء الصرحاء للإسلام وأهله يظهر بجلاء خبث طوية الروافض بشكل عام على أهل السنة، وتطرف معتقدهم فيهم، وعدم تحرجهم من التعاون مع الكفار على إبادة المسلمين السنة، ويكشف لنا الحقيقة بجلاء شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في أكثر من كتاب، وفي أكثر من موضع في الكتاب الواحد، وينقل من معتقداتهم أنهم يكفرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة والرضى كما رضي الله - تعالى -عنهم، ويستحلون دماء من خرج عنهم، ويرون في أهل الشام ومصر والحجاز والمغرب واليمن والعراق والجزيرة وسائر بلاد الإسلام أنه لا يحل نكاح هؤلاء ولا ذبائحهم، ويرون أن كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود والنصارى.
ولهذا السبب ـ كما قال ابن تيمية ـ يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين، فيعاونون التتار على أهل السنة، وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب ونهب الصالحية، وغير ذلك بخبثهم ومكرهم لما دخل فيه من توزر منهم للمسلمين، وغير من توزر منه. (الفتاوى28/477-478).
وقال أيضاً: (وهؤلاء ـ الرافضة ـ من أعظم من أعان التتار على المسلمين باليد واللسان، وبالمؤازرة والولاية وغير ذلك، لمباينة قولهم لقول المسلمين واليهود والنصارى). (الفتاوى28/484).
وقال أيضاً: (والرافضة تحب التتار ودولتهم، لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين). (الفتاوى28/400).
وقال أيضاً: (وكانوا إذا غَلَبَ المسلمون النصارى والمشركون كان ذلك غصة عند الرافضة، وإذا غَلَبَ المشركون والنصارى المسلمون كان ذلك عيداً ومسرة عند الرافضة). (الفتاوى28/401).
وقال في منهاج السنة النبوية(2/104): (وكثير منهم ـ يعني الرافضة ـ يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موالاته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق وقتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على المسلمين...إلى أن يقول: فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين).
فبعد هذا يتضح لك جلياً خطر هؤلاء القوم، وخطورة موالاتهم واتخاذهم أصفياء، وخطورة دعوى التقريب بين النار والماء.
فاللهم أنصر إخواننا المجاهدين الصامدين في كل مكان، اللهم أفرغ عليهم صبراً، وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين، اللهم آمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد