الحمد لله وبعد:
جاء في ترجمة الصحابي الجليل سلمان الفارسي - رضي الله عنه - في سير أعلام النبلاء (1/555):
قال العباس بن يزيد البحراني يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة وخمسين سنة فأما مئتان وخمسون فلا يشكون فيه...وقد فتشت فما ظفرت في سنه بشيء سوى قول البحراني وذلك منقطع لا إسناد له.
ومجموع أمره وأحواله وغزوه وهمته وتصرفه وسفه للجريد وأشياء مما تقدم ينبىء بأنه ليس بمعمر ولا هرم. فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل، فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم هاجر، فلعله عاش بضعا وسبعين سنة. وما أراه بلغ المئة. فمن كان عنده علم فليفدنا.
وقد نقل طول عمره أبو الفرج بن الجوزي وغيره وما علمت في ذلك شيئا يركن إليه.
... وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه. ا. هـ.
لله در هذا الإمام، يقول: فمن كان عنده علم فليفدنا.
وهو من هو في التاريخ والسيرة، ومع ذلك يقول لغيره: فمن كان عنده علم فليفدنا.
وتأملوا إلى تراجعه عندما قال: وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه.
هذا إلى جانب الفائدة في عمر سلمان فقد ذكر كثير من أهل السير أن سلمان عاش مائتين وخمسين سنة.
وقد رد عليه الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/224) بقوله:
قلت: ولم يذكر مستنده في ذلك... لكن إن ثبت ما ذكروه: يكون ذلك من خوارق العادات في حقه، وما المانع من ذلك. ا. هـ.
والنفس تميل إلى قول الإمام الذهبي - رحم الله الجميع -.
فهذه فائدة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد