وفاة السلطان الفاتح


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الزمان/ 4 ربيع الأول 886هـ.

المكان/ أنقرة.

الموضوع/ وفاة السلطان العثماني محمد الفاتح [فاتح القسطنطينية].

 

الأحداث/ بعد اجتياح جيوش تيمورلنك لبلاد الدولة العثمانية الوليدة، والتفتيت الذي حدث لتلك الدولة، وعودتها مرة أخرى دويلات وإمارات مستقلة، كان على السلاطين الذين تلوا السلطان بايزيد مهمة شاقة لتجميع شتات الدولة الممزقة، ولكن حدوث الخلافات بين أبناء بايزيد بعد موته أخّر عودة القوة ولمّ الشمل مرة أخرى، حتى استقرت الأمور للسلطان محمد جلبي، الذي بدأ عملية التجميع، ثم تلاه السلطان مراد الثاني الذي استطاع أن يعيد كثيرًا من أملاك الدولة المنهوبة، واستمر لمدة 31 سنة، ثم تولى بعده السلطنة ولده الأكبر وصاحبنا \'محمد الثاني\'.

 

- هو السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني بن محمد جلبي بن بايزيد الصاعقة، تولى الأمر في سنة 855 هـ، وكان عمره اثنين وعشرين سنة، ونشأ من صغره على حلم فتح القسطنطينية، فكان أول ما فعله أن بنى قلعة على مضيق البوسفور ليمنع وصول الإمدادات إلى القسطنطينية، وعندها عرض سلطان القسطنطينية دفع الجزية لمحمد الثاني، وشرع السلطان محمد الثاني في الإعداد لفتح القسطنطينية، وجرت خطوب طويلة، وأحداث عظيمة، انتهت بفتح القسطنطينية في 15 جماد أول 857 هـ، وتحولت كنيسة آياصوفيا مقر الأرثوذكس العالمي إلى مسجد، وتحولت القسطنطينية لمدينة الإسلام في استانبول.

 

- تفرغ السلطان محمد الثاني للجهاد في سبيل الله على الجبهة الأوربيةº ففتح بلاد الصرب وبلاد المورة ومملكة طرابزون وبلاد الأقلاق [شمال رومانيا] والقرم ورودس، وظل طوال حياته في جهاد ورباط.

 

- أقسم السلطان محمد الثاني بأنه سوف يربط فرسه بكنيسة القيامة في روما [عند مقر الفاتيكان]، ليجمع له إسقاط حصون النصرانية بشعبتيها [الأرثوذكس والكاثوليك]، فأعد من أجل ذلك جيوشًا جرارة، وتوجه إلى روما مخترقًا بلاد أوروبا، ولكنه في الطريق وافته المنية في 4 ربيع أول سنة 886 هـ، عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة، قضاها كلها في الجهاد والغزو.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply